أجرت الزميلة سرور العلي لقاء مع إحدى لاعبات الكرة الطائرة للشابات، وكان جلّ حلم هذه الشابة أن يتشكل منتخب نسوي بالكرة الطائرة وتتمكن من تمثيل بلدها في المحافل العربية والدولية.

هذا الامر اثار استغرابي حقا، كيف يصبح تشكيل منتخب نسوي للعبة عريقة في العراق مثل الكرة الطائرة حلما يراود اللاعبات الشابات، بدلا من أن يكون امرا واقعا وتحصيل حاصل لعمل اتحاد اللعبة، المعتمد اولمبيا، والمعني بلعبة ما زالت حية وتمارس في عدد غير قليل من الاندية ووجود لاعبات مستمرات بممارسة الكرة الطائرة في انديتهن، اذن اين الخلل.

هل يعقل أنَّ رائدات اللعبة واغلبهن لم يزلنَ على قيد الحياة، قد ساهمن مساهمة فعالة في ارساء النشاط النسوي في اتحاد الكرة الطائرة ومثلن المنتخب عبر عقود وفي احلك الظروف، لينتهي الامر بغياب المنتخب عن خريطة الاتحاد؟!.

باعتقادي لايمكن التحجج بالمجتمع وتحفظاته، رغم ما يشكله من تحدٍ حقيقي، فمساحة الحرية للمراة داخل العراق والانفتاح الذي نشهده على جميع الصعد وفي مجالات عديدة ومنها مجال الفن والغناء والثقافة، يجعلنا نتساءل عن سبب صعوبة استقطاب فتيات موهوبات للمجال الرياضي في مختلف الالعاب ومنها الكرة الطائرة، واعتقد جازمة أنَّ الخلل يكمن في الاتحاد نفسه، فعندما نرى الاقبال الكبير للفتيات على ممارسة كرة القدم فهذا يبشر بخير، ويعني أنَّ الكثير من الجدران بدأت تتحطم بفضل المتغيرات الاجتماعية التي يشهدها حاليا المجتمع العراقي، صحيح أنَّ في احدى ضفافه يقف الممتنعون والرافضون لنشاط المراة الرياضي، لكن في الضفة الاخرى نجد اصواتا عديدة تشجع المراة الرياضية وتحث على دعمها، ما يعني أنَّ البحث عن المواهب النسوية لم يعد امرا معقدا ومستحيلا مثلما كان قبل سنوات، بل انَّ تطور تكنولوجيا الاتصال، ومواقع التواصل الاجتماعي قد أسهم في تغيير الكثير من الافكار والانماط السائدة في المجتمع، وان بعض القيود قد تكسرت من تلقاء نفسها بعد عجزها عن مقاومة رياح التغيير.

وما يجعل للنفق ضوءاً ونهاية أنَّ عضو المكتب الاعلامي لاتحاد الكرة الطائرة الزميل علاء الساعدي اخبرني أنَّ ظروفا واجهت الاتحاد تسببت في تأخير تسمية المنتخب، في مقدمتها جائحة كورونا، وانه في شهر اب او ايلول المقبلين سيقام دوري النساء بالكرة الطائرة والذي سيفرز عددا من اللاعبات المتميزات والمؤهلات لتمثيل المنتخب النسوي الذي ستجري تسميته حتما بعد اختتام البطولة، وما علينا سوى الانتظار.