أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي أن العراق انتصر على «داعش» الإرهابي بتضحيات أبنائه، مشيراً إلى أن وجود قوات التحالف في العراق هو لمحاربة الإرهاب ومساعدة قواتنا في التدريب فقط، وإنها لا يمكن أن تشكل تهديدا أو خطرا على دول المنطقة والإقليم، مؤكدا أن العراق لا يمكن أن يكون ممرا أو ساحة للصراعات أو ضمن سياسة المحاور، داعياً المجتمع الدولي إلى المشاركة بدور فاعل في إعادة الإعمار في جميع المدن العراقية. وبحث الحلبوسي والوفد المرافق له في برلين خلال زيارته الرسمية اليها بدعوة من نظيره الألماني؛ عدة ملفات أبرزها العلاقات الثنائية، والأمن، وإعادة الإعمار، والشراكة الاقتصادية، حيث التقى نظيره الألماني رئيس «البوندستاغ» فولفغانغ شويبله وعددا من المسؤولين وهم كل من وزيرة الدفاع أورسولا فون، ووزير الخارجية هايكو ماس، ووكيل وزير الخارجية نيلز انن، ووكيل وزير الاقتصاد بار ايس، ووكيل وزير التنمية والتعاون المشترك فلاخسبارت، فضلا عن لقائه عددا من أعضاء مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) واللجان النيابية، كما زار مؤسسة «فريدريش ايبرت وكونراد اديناور» ومجموعة من شركات القطاع الخاص الألمانية. وأكد الحلبوسي خلال اللقاءات، أن «العراق انتصر على الإرهاب وقدم الكثير من التضحيات والدماء نيابةً عن العالم كله، لكن الحرب لم تنتهِ بعد ما لم يتم تجفيف منابع الإرهاب بشكل جذري ومكافحة الخلايا النائمة؛ وذلك من خلال التعاون الأمني بين العراق والدول الصديقة في المجال الاستخباري والدعم والتدريب؛ لتطوير قدرات القوات الأمنية العراقية»، موضحا أن «العراق لا يحتاج إلى قوات برية؛ لأنه يمتلك قوات أمنية عراقية كافية قد أثبتت نجاحها في إدارة ملف الحرب على الإرهاب».
وأضاف رئيس مجلس النواب، أن «العراق يرى قوات التحالف على انها قوات صديقة شاركته في حربه ضد الإرهاب الذي استهدف الإنسانية جميعا، وأن وجود هذه القوات يكون فقط لهذه المهمة، ولا يمكن أن تشكل تهديدا أو خطرا على دول المنطقة والإقليم»، مؤكدا أن «العراق لا يمكن أن يكون ممرا أو ساحة للصراعات أو ضمن سياسة المحاور».
وفي ملف إعادة الإعمار، بيَّن الحلبوسي، أن «إعمار المدن سواء المحررة أو تلك التي تعاني نقصا في الخدمات سيسهم في إعادة الاستقرار؛ وذلك من خلال معالجة ملف عودة النازحين إلى مناطقهم التي تسهم في استعادة الحياة بشكل طبيعي في تلك المدن، كما ستوفر فرص العمل وتقلل مستوى البطالة التي يعاني منها الشباب بواسطة فتح آفاق عمليةٍ للتقدم ولا سيما أن العراق الآن يعدُّ بيئة خصبة للاستثمار بعد أن استقر أمنيا». كما تم بحث تفعيل الشراكة الاقتصادية بين البلدين التي بإمكانها النهوض بالواقع الصناعي والزراعي فضلا عن قطاع الطاقة؛ من خلال توفير الدعم الفني والاستفادة من خبرات الشركات الألمانية وضرورة استمرار الدعم الدولي للحكومة العراقية لتنفيذ برنامجها الحكومي، فضلا عن تفعيل لجان الصداقة والتعاون بين السلطتين التشريعيتين. من جهته أكد الجانب الألماني الانفتاح العالي على العراق واستمرار دعمه للحكومة العراقية في مجالات الأمن والشراكة الاقتصادية والتنمية والمشاريع الاستثمارية، مرحبًا بهذه الزيارات التي تفتح الأبواب أمام العراق لعودته إلى مكانته التي تمثل محورا مهما في العلاقات الدولية في المنطقة، فضلا عن تصحيح الصورة المتداولة للعراق خارجيا على أنه بلد غير مستقر ويعاني من انفلات أمني، مبدين استعدادهم للتعاون معه على جميع الأصعدة بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.