«القناة الجافَّة » تحيي أكبر ورشة لصيانة القاطرات في المثنى

العراق 2021/07/07
...

 السماوة: نافع الناجي
 
منذ 17 عاما والقاطرة الثقيلة 2822 DEM "روسية الصنع" جاثمة فوق قضبانها في بغداد بدون حراك، كل من اقترب منها أقرّ ان عطلها بالغ الصعوبة وانها تحتاج لإمكانية هائلة لإعادتها الى الخدمة، لكن الأمر لم يكن كذلك لورشة "السماوة" لصيانة القاطرات التابعة لوزارة النقل و"شركة السكك الحديدية" التي تعد الأكبر في العراق والشرق الاوسط برمته.
 
 
انتعشت هذه الورشة مؤخراً بعد تبلور فكرة القناة الجافة التي تربط موانئنا الجنوبية مروراً بتركيا الى قارة أوروبا عبر خطوط السكك الحديدية العراقية، التي بمقدورها نقل الشحنات بمختلف انواعها وحاويات النقل التجارية ومحمولات البترول والغاز والحبوب ومختلف البضائع بكفاءة عالية. 
وتبعاً لذلك شرعت ورشة "السماوة" بحملة مجتهدة ودؤوب للكشف عن قدرات منتسبيها ومهاراتهم، استهلتها بإصلاح القاطرة الروسية ذات المحرك الضخم التي سرعان مادوّت صافرتها واشتغل محركها من جديد معاودة الخدمة مع زميلاتها الاخريات في أسطول السكك الحديدية العراقية. 
"جمال صادق" الخبير في صيانة القاطرات، قال لـ"الصباح": "ادخلنا القاطرة الروسية لورشتنا وسرعان ما اكتشف احد الميكانيكيين من منتسبي الورشة الخلل في محركها رغم ضخامته وتفرعاته المتشعبة، لنتمكن بنجاح من إصلاحها وإعادتها للخدمة بوقتٍ قياسي، بعد تعطلّ وتوقف دام 17 
عاماً".
أما مدير معمل صيانة القاطرات، رضاب عبد الخضر، فأوضح أن "ورشة السماوة هي الوحيدة من نوعها في البلاد التي تقوم بتنظيف القطار من الأسفل اثناء مروره في المحافظات لاحتمالية حصول خلل في العجلات نظرا لوجود ماكنات خاصة للخراطة يمكنها معالجة وإصلاح الخلل".
واضاف ان "الورشة تتكون من ثلاث ورش فرعية لصيانة القاطرات والشاحنات والعجلات" 
من جهته، قال مكي جابر، مدير شركة سكك الفرات الاوسط: إن "الموقع الستراتيجي لهذه الورشة التخصصية المعنية بخراطة العجلات في مدينة السماوة، سيسهم في انجاز مشروع القطار السريع وتقديم الخدمات له بصيانة قاطراته في موقع يتوسط البصرة وبغداد وكذلك المنطقة الوسطى".  
وطالب جابر، الجهات المعنية برفد الورشة بملاكات شبابية متسلّحة بالخبرة والمعرفة الهندسية والمهارات الحرفية، لتعضيد عملها والارتقاء بالخدمات المقدمة لهذه المشاريع الحيوية. 
ويسعى العراق لتنويع مصادر موارده الاقتصادية بواسطة خط قطار (الفاو ـ تركيا) عبر مشروع القناة الجافة التي تربط الشرق بالغرب، وتغيير خريطة التجارة في العالم والمنطقة التي من الممكن ان تجلب مليارات الدولارات الى خزينته العامة من خلال المناولة والشحن وإعادة التصدير وتشغيل عشرات آلاف الأيدي العاملة.