رؤى وأفكار

الرياضة 2021/07/07
...

علي حنون
بعدَ أن كان ملاذاً يُستجار به من عُقد الأنا وقيحها، أصبح الوسط الرياضي، بؤرة للمرض وصار يُعاني هو الآخر من أدران سوء الظن وبلغت شظايا الحلقات الأخرى، ساحته، عبر نبال سددتها وتواصل سلوكيات شذاذ الآفاق، الذين دخلوا ملاعبنا، اثر ابتعاد أصحابه قسرا أو طلبا لراحة (البال).
وعوضا عن نثر زهور التسامُح والإيثار في فنائه، وتناول القضايا بشفافية ومسؤولية، فقد أضحى الحقد والنميمة وتجيّش (وطاويط الظلام) لضرب هدف في عتمة ليس بحلكتُها سواد، مُرادنا، الاول، ويَقينا ليس للإصلاح الذي رُفعَ في باحة من لا راية له، وإنما لغاية نَعلمُها جميعا وستبقى حاضرة في نفس يعقوب!.
نعم، الرياضة أمست وسطاً موبوءا، يسعى فيه من يَمتلك القدرة وبكُل وسيلة للنيل من الآخر، الذي لايقوى على الرد، تَحول الوسط الرياضي إلى منصة نضبت أن لم نقل اختفت فيها آيات أخلاق الفرسان وحضر عنها سلوك الأشرار ورغباتهم غير السوية، تَراهُم يَتحدثون في كُل مقام عن الفضيلة، فيما تَعكسُ (سلوكياتهم) غرقهم في وحل الرذيلة، في بلدنا تَحولت حلبات التباري النظيف إلى ساحات وغى مُتاح فيها استخدام كُل (أسلحة) الإساءة بهدف كسب جولة من جولات الصراع، الذي سَتَدفع ،الأطراف جميعا، في نهاية المطاف، رسم خوضه.
يالها من منظومة، كلنا فيها على حق ولا يَقبل أي منا التنحي عن غروره، والإنصات إلى الآخر عله يَعثر في صدى كلماته على باب للحكمة ومنه الركون إلى التحاور معه لبلوغ شاطئ الأمان، وقد أخذتنا في غفلة، العزة في الإثم بعيدا ولم نَعد نَحتكمُ في قراراتنا، إلى همسات اللب ونبضات الفؤاد واتخذنا من ضرب زميلنا غاية ليس دونها غاية!، كان فيما مضى النبل حاضرا يقودنا سراجا باتجاه الخروج من نفق سوء النية، طالما كانت المعايير الأخلاقية هي من تأخذ بيدنا وتُرشدنا في مساراتنا نحو تصحيح كُل خطأ، وتناول الحلول الايجابية للخروج عن النص الأدائي السلبي في سلوكيات بعض المفاصل الرياضية، لأننا كصحافة وإعلام شركاء في المشهد الرياضي ودورنا ينبغي ان يكون مؤثرا، بمعنى تعضيد الأمر السليم والتنبيه ومن ثم طرح العلاج للوهن أينما وجد.
هذه هي الرؤية، التي نُؤمن أن بتواجدها سينصلح الحال ويرتاح البال، إذا رغبنا بتعبيد الطريق أمام مسيرة من نتخذ منهم شركاء في رسم خارطة عطاء مُغاير للرياضة عموما وكرة القدم تحديدا على اعتبار أن الأخيرة تُمثل رأس الرمح في المنظومة الرياضية، وبصلاح منصتها تنصلح بالتبعية والنتيجة، شؤون بقية الفعاليات، وسوى ذلك من طروحات، فان ما يدنو منه لا يُمكن أن يتجاوز حدود النظرية غير القابلة للتحقق، ولاسيما في كنف رغبات مريضة مُتضاربة تبحث عن تطلعات شخصية مهما كانت ضريبة تلك الرؤى باهظة ومُكلفة. 
خلاصة الأمر تُستشف من بدايته، فإذا كان جوهر عملية الإصلاح عامرا برغبة التغيير المهني، فان إطاره سيأتي شفافا ومنطقيا، وستكون تلابيب الايجابية حاضرة وتكون كُل خطواتنا واثقة تستند على إيمان الجميع بان المعاني السامية سَتُعاود حضورها في مفاصل المنظومة الرياضية، والعكس عندما تأتي الاستهلالية مُلغمة بحلقات السلبية.