ثقافة تلقيحية

العراق 2021/07/10
...

علي حسن الفواز

مع تزايد نسب الاصابات بجائحة كورونا وتهديدها الوبائي للامن المجتمعي والصحي، مازالت نسب العزوف عن اللقاحات كبيرة، ولا تتناسب مع التصاعد في عدد الاصابات، وهو مايعني ضرورة العمل على تكثيف الحملات التوعوية والتثقيفية، بشأن الدعوة لتلقي اللقاحات المتوفرة، وعبر منافذها في المؤسسات الصحية المتحدة، مع تعزيز الاهتمام بشأن قواعد الوقاية الصحية والتباعد الاجتماعي.
كثرة الاصابات تعني أن هناك اهمالا في الالتزام بتلك القواعد والاجراءات التي اقرتها الجهات المعنية، مثلما تعني "تهاونا" من قبل البعض للاخطار الناجمة، وتجاوزا على مقتضيات السلامة العامة، وعدم تجنّب  الابتعاد عن الممارسات الاجتماعية ذات الاكتظاظ البشري، بمافيها زيارات المولات والمناسبات العامة.
حديث المسؤولين في وزارة الصحة عن تزايد حالات المراجعة لمؤسساتهم الصحية، وقلّة الاسرّة، مع تزايد الحالات الحرجة، يتطلب اجراءات واسعة على المستوى الوقائي او على المستوى الحكومي، فبقدر ما تقوم به اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية من اجراءات فاعلة، فإنّ الأمر يتطلب أكثر من ذلك، من قبل المؤسسات الرسمية، ومن قبل وسائل الاعلام، ومن مؤسسات المجتمع المدني، وحتى من المؤسسات الدينية، وباتجاهات تتعزز فيها الرسالة الصحية والثقافية والشرعية، باعتبار أن حماية المجتمع هي مسؤولية تضامنية واخلاقية، وتتطلب تعاونا وتنسيقا وتوضيحا، مثلما تتطلب خطابا علميا تضعه الجهات المعنية بين أيدي تلك المؤسسات ومنصاتها.
التحفيز على تلقي اللقاحات هو أكثر الاستحقاقات التي يجب أن يدرك الناس اهميتها وضرورتها، وأن تكون حاضرة وبمشاركة واسعة، تزامنا مع الالتزام بالشروط الصحية عبر ارتداء الكمامة واستخدام المعقمات والالتزام بالتباعد الاجتماعي، إذ إنّ خطورة مايجري يكشف عن الحاجة الى ايلاء "الثقافة التلقيحية" فاعلية قصوى بوصفها ممارسة لها دورها في إنقاذ الحياة، والتقليل من حجم الاصابات، فضلا عن تأثيرها في حماية المجتمع اقتصاديا وانسانيا، فحتى يعود مجتمعنا الى حياته الطبيعة، فلا بدّ من الفهم الحقيقي للخطر الوبائي الذي تسببه جائحة كورونا، وكذلك العمل على الالتزام بالاجراءات الوقائية، فضلا القيام بأخذ اللقاحات من منافذ مؤسساتنا الصحية المتعددة، فهذه اللقاحات التي تم استيرادها من مناشئ عالمية رصينة، وبمبالغ كبيرة، ذات فعالية علمية أقرّتها منظمة الصحة العالمية، وهذا مايجعل الثقافة التلقيحية عنصرا مهما في بناء الوعي المجتمعي والوقائي، وفي عدم الاصغاء لبعض الاصوات النشاز التي تسعى الى تعويق مواجهة الجائحة بالعلم والمعرفة.