متخصصون يرجعون الأسباب إلى الأزمات المالية ونظام البطولة

الرياضة 2021/07/12
...

 بغداد: نبيل الزبيدي
 
أبدى عدد من المتخصصين الرياضيين استغرابهم من الغياب اللافت لفرق بغداد وبقية محافظات الوسط والجنوب، واقتصار المشاركة فقط على فريق فتاة النجف الذي يشارك حالياً في مباريات دوري كرة الطائرة النسوي، التي تستضيفها مدينة السليمانية بمشاركة تسعة اندية تمثل محافظات العراق، بخلاف الأندية الشمالية التي شكلت حضوراً متميزاً، عادين ان الازمات المالية وعدم المساواة بين فرق الرجال والنساء في الدعم المادي، وطريقة نظام التجمع لتلك الاستحقاقات، من ضمن الأسباب التي أدت الى تراجع الرياضة النسوية او امتناع الأندية عن المشاركة في هذه البطولة المحلية التي تم تقسيم فرقها بين مجموعتين، إذ ضمت الأولى أندية “ اكاد وفتاة النجف وأفروديت، ودربندخان “، بينما تتألف الثانية من “ قره قوش والسليمانية وفتاة أربيل و سنحاريب”.
وبشأن عدم مشاركة العديد من الأندية الجماهيرية البغدادية، قال رئيس اللجنة الفنية والمسابقات في الاتحاد المركزي لكرة الطائرة صبيح حنتوش لـ”الصباح الرياضي”: “ كنا نتمنى مشاركة أوسع من الاندية لاسيما المؤسساتية على غرار امانة بغداد الذي حصل في الموسم الماضي على المركز الرابع، والمتوج بلقب نسخة عام 2015”، مبينا ان “  اغلب الاندية قدمت اعتذارها عن الحضور بسبب الضائقة المالية وغياب الدعم المادي، وبالنتيجة انعكس ذلك على النسخة الحالية “.
وأكد ان “ اندية بغداد والمحافظات تزخر بالمواهب والطاقات النسوية، وتحديداً في كليات التربية الرياضية، وهناك توجه من البنات لممارسة الفعاليات الرياضية ومنها كرة الطائرة خلال التجمعات الجامعية”، مطالباً الجميع “ بالاستفادة من هذه الطاقات التي تسهم في تشكيل منتخبات قوية باستطاعتها ان تسجل حضورا متميزا والتنافس في البطولات العربية والإقليمية «. بدوره، أرجع رئيس الهيئة الإدارية لنادي الكرخ الرياضي شرار حيدر أسباب غياب فريقه عن البطولات النسوية لاسيما دوري كرة الطائرة الى “ الضائقة المالية برغم امتلاكه للعديد من الخبرات التدريبية والأكاديمية”، مشيرا الى أن “ فلسفة ناديه قائمة على تهيئة لاعبات ومدربات وتطوير مواهبهن على المدى الطويل والمنافسة بقوة على المراكز الاولى، مع التوجه لدعم الرياضة النسوية لمختلف الفعاليات وبالتالي تطوير منتخباتنا الوطنية “.
من جانبها، أوضحت الدكتورة ازهار محمد مسؤولة شعبة الرياضة للبنات في وزارة التربية ان “ الرياضة النسوية في العراق كانت متميزة في العقود الماضية، وخرّجت عشرات الرياضيات اللواتي تركن بصمات مؤثرة في أديم الملاعب والأندية المحلية والمنتخبات الوطنية”، لافتة الى ان “ الرياضة النسوية ازدهرت في العقدين السبعيني والثمانيني بخلاف الفترة الحالية التي تشهد تراجعا كبيرا لأسباب عديدة، منها عدم المساواة بين فرق الرجال والنساء من خلال الدعم المادي وتوفير التجهيزات واقامة البطولات “.
وأشارت الى ان “ بطولات الرجال بمختلف الفعاليات ومنها كرة الطائرة تقام على شكل مراحل وتوزع على ايام السنة، بيد ان استحقاقات النساء تجري وفق نظام التجمع لمدة سبعة الى عشرة ايام، وهذا بالتأكيد يوثر في عامل اللياقة البدنية والحالة النفسية، ولا تستطيع الفتاة ممارسة التدريبات يوميا أو حتى أسبوعيا، وتبتعد عن ممارسة التمارين في بقية الايام على عكس الرياضيين الرجال الذين بإمكانهم التدريب بشكل يومي». ورأت ان “هذه الطريقة تندرج ضمن الأسباب التي قادت الى تدني مستوى الرياضة النسوية وحتى التغطية الاعلامية مما يعطي انطباعاً سلبياً عند اللاعبات وأولياء أمورهن”، موضحة انه “ من خلال عملها في مديرية الرياضة للبنات وجدت ان هناك لاعبات متميزات في جميع المحافظات، فضلا عن عدم توفير التجهيزات أو رواتب رمزية مما أدى الى امتناع الاهالي الى ارسال بناتهم». وفي ختام حديثها أكدت محمد “أن غياب مدرسة التربية الرياضية المؤهلة المختصة من المرحلة الابتدائية وعدم توفر البنية الأساسية من ملاعب وصالات رياضية بمختلف المدارس، من اهم المعوقات التي نتمنى ايجاد الحلول لها في المستقبل القريب».