مجلة المورد التراثيَّة

ثقافة 2021/07/15
...

 مآب عامر
 
حمل لنا العدد الجديد من مجلة المورد التراثية الفصلية العديد من الدراسات والموضوعات الشائقة، ومنها دراسة (التناول الأبوكاليبسي للفتح الإسلامي: نبوءة ميثوديوس المجهول أنموذجا) للدكتور عبد العزيز رمضان.. ومن خلالها يعرف الدارس على أصول الأدب الابوكلبيسي وحقيقة ظهوره والعوامل الحقيقية المؤدية إلى هذا الظهور.. حيث يناقش الباحث في هذه الدراسة جميع اقسام نبوءة مثيودوس.  
ويشير رمضان في المجلة إلى أن: (نبوءة ميثوديوس تتألف من أربعة عشر فصلاً يمكن تصنيفهم في أربعة أقسام رئيسة، يتضمن الأول الفصول الستة الأولى من النبوءة وهو عبارة عن مقدمة مستوحاة من العهد القديم تتناول تاريخ العالم منذ بدء الخليقة.  أما القسم الثاني والذي يشتمل على الفصلين الثامن والتاسع من النبوءة، فيمكن أن نطلق عليه (أسطورة الاسكندر)، ويتكون من مقدمة تاريخية من العصر اليوناني المقدوني مصبوغة بمسحة أسطورية، فيها تم المزج بين شخصيات وأحدث تاريخية حقيقية وأخرى مستوحاة من الخيال. 
وتحدثت مقدمة دراسة بعنوان (حكاية الحيوان في كليلة ودمنة) لسعيد الغانمي عن الطبيعة الازدواجية الخطيرة التي تمتاز بها حكاية الحيوانات، ويقول الغانمي: (كانت الحيوانات أيضا تمتلك القدرة على الكلام. أي بعبارة أخرى، كانت الحيوانات بشراً من نوع آخر، فهي لا تختلف عن البشر في امتلاك اللغة، بل في أشكالها وحسب. وعلى النقيض من ذلك يشهد زمن نهاية العالم اختفاء الإنسان، وحلول الحيوانات
محله).
وجاءت دراسة للدكتور موفق مجيد ليلو بعنوان (بلاغة الغموض في شعر المتنبي- قراءة في كتاب «الفتح على أبي الفتح» لأبن فورّجة)، في ملف العدد الذي تناول منهج فورجة في شرح المشكلات وآراءه النقدية، وكذلك أسباب الغموض في الشعر عند ابن فورجة. في حين ركزت دراسة أخرى في ملف العدد والتي كانت بعنوان (الشعر العربي في ظل الكوارث الكبرى- التجليات والتدوّلات الثقافية بين عصري الجاهلية والإسلام) للدكتور وسام حسين جاسم العبيدي في محاورها على أدب الكوارث، الدلالة اللغوية والمصطلحية. وتنوعت المقالات المعروضة في المجلة، إذ ضمت صفحاتها أيضا على تحقيقات، ومنها: (رسالة في البلاغة والفصاحة- مهذب الدين أحمد بن عبد الرضا البصري، رسالة في الفاعل للسيد الكاظم الحسيني- دراسة وتحقيق).   
كما ورافق مجلة المورد الصادرة عن دار الشؤون الثقافية العامة – وزارة الثقافة والسياحة والآثار والتي احتوت على (239) صفحة من القطع الكبير هدية العدد وهو كتاب الفنون الإسلامية للدكتور مصطفى جواد، إذ يُنشر للمرة الأولى، بعد أكثر من نصف قرن على رحيل
مؤلفه.  
ويقدم الكتاب الذي يضم أكثر من (200) صفحة من القطع المتوسط زاوية جديدة تماماً، ولم يسبق أن بُحثت على نحو جدي، فقد منحه المحقّق كثيراً من الجهد والعناية، سواء بإخراج النص على نحو دقيق ومطابق للأصل، وتزويده بعشرات الهوامش والتعليقات والشروح والاستدراكات التي وجدها ضرورية للقارئ العام، أم بدراسته للكتاب، في مباحث عدة في مقدمته التي أفردها له، ليكون واحداً من بين مصادر دراسة التّراث الفني لبلادنا
ومحيطها.