الصباح: نافع الناجي
تمتاز محافظة المثنى (ثاني اكبر محافظات العراق بعد الانبار مساحة) باحتوائها على موارد طبيعية هائلة مثل كنوزها الاثارية، التي لم تكتشف منها سوى نسبة ضئيلة جدا، ومراعيها الشاسعة وثروتها الحيوانية الضخمة وأراضيها الخصبة الصالحة للزراعة، مع وفرة المياه الجوفية والينابيع الطبيعية، فضلا عن المعادن والنفط، وبعض الاحجار كالمرمر والكلس والكلنكر والملح الخام، وبحيرة طبيعية. ورغم هذه الموارد، تعد المثنى، حاليا، أفقر محافظات العراق، ويكاد يكون اعتمادها مطلقاً على الميزانية السنوية التي تخصصها الحكومة، التي لا تكفي لإكمال بعض المشاريع المتلكئة، او تعبيد طرق او بناء مدارس، ما أدى لاطلاق دعوات لاستثمار مواردها الطبيعية، وعدم الاعتماد على تخصيصاتها من الموازنة.
أشار الباحث قاسم السماوي الى ان {المثنى وبحسب الإحصاءات الرسمية، الأعلى في نسبة الفقر بين بقية المحافظات، وتظهر نتائجه بارتفاع اعداد العاطلين عن العمل، وتفشي الامية وقلة المشاريع المنتجة والتأثير على مستوى الخدمات}، عازياً السبب الى {اعتماد المحافظة على تخصيصات الموازنة العامة للدولة وشحة أو ندرة الموارد المحلية}، ويشدد السماوي على أهمية {تعظيم هذه الموارد والبحث عن حلول واقعية متاحة تجلب مردودا اقتصاديا فعالا يسهم في رفع المستوى المعيشي للسكان وتوفير فرص عمل جديدة}.
كنز السياحة
الخبير الاقتصادي ماجد ابو كلل، أوضح لـ {الصباح}، ان {المثنى تمتلك كنوزاً أثرية وتاريخية وبيئية مهمة، لكنها غير مستثمرة وبالإمكان توظيفها لتأسيس نشاط سياحي ليكون رافدا اقتصاديا ومصدراً محلياً مهماً للدخل، وحقلا تجارياً يوجه الطلب على العديد من الصناعات والخدمات والمنتجات المحلية ويزيد من نسبة الايرادات بصورة ملحوظة}.
ويضيف ابو كلل، إن {دولا عديدة مثل مصر، سوريا، لبنان، سنغافورة، دبي، هونج كونج، تركيا، قبرص واسبانيا ودولاً اخرى كثيرة، باتت تعتمد مواردها على السياحة التي وفرت 45 مليار دولار سنوياً لاقتصاد تركيا وحدها}، مشيراً الى، ان {مورداً مثل النفط سينضب ذات يوم، لكن السياحة كنز لاينضب مهما تعاقبت الحقب الزمنية}.
بحيرة ساوة
من المعالم السياحية الطبيعية الأخرى، بحيرة {ساوة} التي تعد مع بعض اللمسات العمرانية، مشروعاً استثمارياً واعداً بوصفها معجزة طبيعية وجيولوجية فريدة منذ عصر ما قبل التاريخ، لتكوينها الفريد والظواهر الطبيعية المصاحبة لها، ويعدها كثيرون أعجوبة ثامنة من عجائب الدنيا، وهناك اماكن أخرى ذات اهمية تاريخية او دينية او انها ظواهر طبيعية نادرة، مثل عيون نعمة وعيون عساف وهي عيون مياه طبيعية عذبة في عمق الصحراء، وهناك وادي {نقرة السلمان} وقلعة {القصير} الاثرية ومنتجع هدانيا الصحراوي وهور الصليبات وعشرات المزارات والأضرحة والمقامات الدينية والمخافر الانجليزية القديمة والعديد من المواقع الأخرى.
الترويج الإعلامي
بغية استثمار هذه الاماكن وتحويلها الى موارد اقتصادية لخدمة أبناء المحافظة، يقول الكاتب يوسف جابر المحسن لا بد من وضع ستراتيجية شاملة من قبل خبراء ومختصين تبدأ بالممكن وتتضمن خططا آنية ومستقبلية لتغيير واقع المثنى الحالي من خلال توفير الخدمات والبنى التحتية اللازمة وتوفير وسائل الراحة وتهيئة ملاكات مدربة كمرشدين سياحيين وما الى ذلك.
مضيفاً: {يجب ان يرافق ذلك وضع خطة تسويق وترويج اعلامي من قبل خبراء تتضمن طبع ملصقات وبروشورات تعريفية ومواد فديوية مرئية تبث على شكل اعلانات في القنوات المحلية والدولية وتكليف لجنة عليا لإيصال هذه المواد وترويجها لكل مكاتب السياحة في عموم العراق، ودعوة نخب ثقافية وفنية وإعلامية وخبراء السياحة والآثاريين واساتذة الجامعات المختصين بالتاريخ لإقامة فعاليات اعلامية كبيرة تتضمن زيارة هذه المواقع والترويج لها بشكل مثالي}، لافتاً الى، ان {كل هذه الجهود ستمهد الطريق لتعظيم الموارد الاقتصادية للمثنى وجذب السياح العرب والاجانب سيصب في تطوير خدمات هذه الاماكن وبناها التحتية وتقديم سلع ومنتجات تزيد من مواردها وتنعكس على تحسن معيشة
السكان}.