الناصرية تحت هول الفاجعة..جثث متفحمة مجهولة وبقايا رماد

العراق 2021/07/15
...

  الناصرية : نجلاء الخالدي
 
تعيشُ مدينة الناصرية تحت "هول الفاجعة" بعد حريق التهم مركز "النقاء" لعزل المصابين في مستشفى الحسين التعليمي، امس الاول، اذ لا تزال العشرات من الاسر تقف امام المستشفيات لتسلم ذويها ممن تفحمت جثثهم.
الحزن خيم على انحاء البلاد، خصوصا بعد ارتفاع حصيلة الضحايا الى 60 شهيدا وان 21 منهم مجهول الهوية بسبب تفحم الجثث، مع عشرات المصابين بينهم عدد من الاطفال، كما لم  يبق من المركز المتكون من عشرين كرفانا في المستشفى الا بقايا رماد.
وبعد ساعات من الحادثة، اتخذ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قرارا بإجراء تحقيق لكشف المسؤولين عن الحادث وتقديمهم للعدالة متوعدا بحساب عسير ينتظر المقصرين واوفد الى الناصرية لجنة تحقيقية برئاسة وزير الشباب والرياضة عدنان درجال للتحري عن اسباب الحريق، كما سحب يد رئيس دائرة صحة ذي قار صدام الطويل وعين بدلا عنه الدكتور سعدي الماجد.
كما اصدرت محكمة تحقيق الناصرية المختصة بقضايا النزاهة أوامر قبض بحق 13 متهما بينهم مدير صحة المحافظة "مسحوب اليد"على خلفية حادثة الحريق.
ويروي حميد سلمان احد المرافقين للمرضى في المركز لـ"الصباح"، ان "فرق الاطفاء وصلت متأخرة، الا ان الشباب المتواجدين حاولوا نقل المصابين بكورونا من مكان الحريق،لكن اغلب هؤلاء المرضى فارقوا الحياة لعدم وجود اطباء اسعاف".
واضاف ان "المركز يعاني الاهمال، لا سيما ان اغلب المصابين يعتمدون على انفسهم في تبديل اسطوانات الاوكسجين او شد "الكانيولا".
من جانبه، ذكر رئيس دائرة صحة ذي قار سعدي الماجد الذي عينه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد حادثة الحريق لـ"الصباح"، ان "دائرته بدأت بوضع خطة لمعالجة الاثار والتداعيات التي خلفها الحريق"، معلنا أن "الرقم الحقيقي للشهداء بلغ 60 مصابا ولاصحة للاحصائيات التي نشرت في بعض وسائل الاعلام وتحدثت عن ارقام اخرى".
وكشف عن وجود "اكثر من عشرين جثة لم يجر التعرف على أصحابها بعد".
واضاف ان "دائرة الصحة تواصل العمل لنقل الاجهزة والمعدات لاكمال تجهيز مستشفى الناصرية العام التركي، ليتسنى للدائرة تقديم خدماتها بأسرع وقت للمواطنين"، داعيا المتظاهرين الى "فتح بعض الشوارع لتسهيل عمليات نقل الاجهزة والمعدات الطبية".
واكد مدير عام دائرة الصحة الجديد ان "محافظ ذي قار شكل بدوره لجنة تحقيقية برئاسة نائبه للتحقيق في الحادث وتقييم نتائجه"، مشيرا الى ان "اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء اجرت تقييما للحادث وتحدثت الى جميع الجهات المعنية وعادت الى بغداد".
وطالب الماجد الجهات السياسية بالكف عن التدخل بعمل دائرة الصحة، وابعاد ملفها عن المناكفات السياسية، متعهدا بانه سيبذل قصارى جهده لتقديم افضل ما يمكن تقديمه من خدمات الى ابناء 
المحافظة".