بطالة مُقنعة

الرياضة 2021/07/17
...

 علي حنون
 
هناك علامة استفهام، غالبا ما تظهر على سطح التفكير, ولست فقط من تنبري أمامه، وإنما جُل الأسماء الإعلامية والمعنيين وأيضا الجمهور، مفادها، هل تُمنح الدورات التدريبية الآسيوية (A,B,C) الضوء الأخضر لمن يتحصل على شهادتها (الحصانة) التدريبية؟ أو في صياغة أخرى، هل تُعتبر الشهادة الآسيوية (تأشيرة) حقيقية تُعين من يحملها في بلوغ مرحلة متقدمة من الإجادة المهنية؟ الأكيد أن الإجابة على هذا السؤال تخضع لرؤية متباينة تعتمد على ثقافة وإدراك صاحبها، ومع تسليمنا بأنها جواز المرور لتدريب المنتخبات الوطنية، والأندية التي تحترف فعالية كرة القدم، إلا أننا لا ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية، وإنما نعني مدى احترافية الموضوعات، التي تُطرح فيها وأيضا درجة كفاءة، المُدربين المشاركين للتفاعل معها، فكريا وثقافيا، واستيعاب الدروس النظرية والعلمية، التي يتعاطى معها القائمون على الدورة، لان هناك من يرى أن المشاركة في هذه الاستحقاقات تعتمد على أمرين, أولهما علاقة المدرب باتحاد اللعبة، إذا أراد أن يسجل اسمه ضمن الدورة على حساب الاتحاد، وثانيهما، قدرة المدرب المالية، في حال رغب أن يتحمل بنفسه تكاليف المشاركة، أي أن حضور هذه الدورات، التي ينبغي أن تكون تطويرية، تعتمد معايير غالبا، ما تكون غير مهنية في اختيار الأسماء، التي تشارك فيها، وليس بالحتمية أن يكون الاستحقاق، هو الفيصل في قرار تسمية المنخرطين فيها وتحديدا ما يتعلق 
بترشيحات الاتحاد.
لقد أثبتت تجارب المشاركات في الدورات التدريبية المذكورة، أن من بين الحاصلين على شهاداتها لم يتمكنوا من نقل مشاهدات واقعية لما تحصلوا عليه في تلك الدورات، ولأسباب، يتعلق اغلبها، بإخفاق المدرب في التوفيق بين الجانبين النظري والعملي، أي أن بعض المدربين يجد أن جانب (التنظير) لديه عال ويجعله يقف عند مرتبة فنان يرسم بأنامله لوحة زاهية بألوان أفضل الأساليب الأدائية المفصلة على إمكانات لاعبيه، لكنه في الاختبارات الحقيقية وأثناء المباريات، تجده غير قادر على التعامل بايجابية مع أحداث المقابلة مع انه يجيد قراءة أداء الفريق المقابل.
الذي ننشد قوله, هو أن أمر المشاركة في مثل هكذا دورات، ومع انه يمنح أي اسم صفة التعامل الرسمي مع الاتحاد الوطني أو الاتحادات الأخرى (القاري والعالمي)، إلا أنه لا يمكن ان يصنع مدربا..هذه الدورات هي فرص (رسمية) لتطوير أفق وثقافة ومعلومات الموهوبين من المدربين، لأنهم وحدهم من يستطيعون الافادة منها، في حين أن مشاركة من يحملون فقط صفة مدرب، لن يحصدوا ثمارا يانعة، ذلك أن الهدف الأول لهؤلاء هو الحصول على الشهادة لا غير، وهذه الصورة توضحها انجازات مدربين يتمتعون بموهبة تدريبية، في صناعة فريق وتحقيق نتائج جيدة معه على المستويين (الأداء الجماعي- التكتيك) و(الجانب المهاري الفردي- التكنيك)، في ذات الوقت الذي، تعثرت فيه أسماء تحمل شهادات تدريبية آسيوية، في إصابة الأهداف المتوقعة لها مع فرق أنديتها.
الذي يعترينا من طموح هو أن نشاهد وجوها موهوبة تدريبيا، تشارك في الدورات التطويرية القارية، لان حصولهم على مستجدات المعلومات في علم تدريب كرة القدم، ستصل فائدتها، بالنتيجة، لفرقنا الوطنية، في حين أن مشاركة مدربين لأنهم يتمتعون بالعلاقات ومتمكنين ماديا، فحسب لن يُحقق هدفا عاما في ميدان اللعبة.