بغداد : مصطفى الهاشمي وعماد الامارة
أخذت الانشطة الاقتصادية تطلى بالألوان للتعبير عن ما تمثله تلك الألوان وتأثيراتها في الاداء النفسي، حتى بات اليوم يجري استخدامها في علم الاقتصاد للدلالة على نوعية النشاط ومقبوليته الاجتماعية وفق الايديولوجيات والثقافة التي تميز كل مجتمع عن آخر.
وقال استاذ اقتصاديات الموارد والعلاقات الدولية في الجامعة المستنصرية الدكتور احمد عمر الراوي: "قسمت النشاطات الاقتصادية بمدلولية الألوان، الى نحو 10 ألوان، وكل لون يعكس مضمونا لنوع النشاط وتأثيراته الايجابية والسلبية، من وجهة نظر السياسات والقوانين المنظمة للحياة الاقتصادية في كل دول العالم".
ثلاث مجموعات
أضاف الراوي في حديث لـ "الصباح" أن "أنواع الاقتصادات تقسم الى 3 مجموعات، الاولى شملت الانشطة الاقتصادية ذات التأثير السلبي على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، متمثلة بـ (الاقتصاد الاسود، الرمادي، البني، الأحمر)"، والمجموعة الثانية تتضمن الانشطة الاقتصادية الصديقة للبيئة التي تحقق التنمية المستدامة، المتمثلة بالاقتصاد (الاخضر، الاصفر، الازرق، البنفسجي)، أما المجموعة الثالثة فتضم الانشطة الاقتصادية المتعلقة بتطوير الحياة البشرية كالثورة المعلوماتية والرقمية، والأخرى الخاصة بتلبية احتياجات كبار السن، فالاول اطلق عليه الاقتصاد الابيض، والثاني الاقتصاد الفضي".
دلالات الألوان
موضحا أن "الاقتصاد الأسود يستفحل في الدول الضعيفة، ويتمثل بالنشاطات التي تتم خارج القوانين، وقد استخدم اللون الاسود مجازا على هذا النوع كونه يمثل نشاطات اجرامية أو ارهابية كتجارة الاعضاء البشرية والرقيق الابيض والمخدرات والاسلحة".
وتابع "اما الاقتصاد الرمادي فيعد اقتصادا غير رسمي تمارسه المؤسسات والافراد ولا تدرج أرقامه في الاحصائيات الرسمية للدولة، ولا يعرف قيمتها الحقيقية في حسابات الناتج القومي، ولا تجبى عليه الضرائب".
الوقود الأحفوري
لفت الراوي الى أن "الاقتصاد البني يعتمد على الوقود الأحفوري (النفط والغاز والفحم) ذي التأثير الخطير على البيئة كونه يلوث الماء والهواء والتربة، وهذا النوع من الاقتصادات يكلف الدول كثيرا للحد من تأثيراته السلبية".
وأشار الى أن "الاقتصاد الاحمر يعني الشمولي العام الذي تسيطر عليه الحكومة وتتدخل في معظم وسائل الانتاج والتوزيع، وهو اقتصاد تراجع كثيرا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق مطلع تسعينات القرن الماضي".
أنماط مستدامة
استطرد الراوي، ان "الاقتصاد الاخضر يعني التحول من الانتاج والاستهلاك غير المستدام الى انماط أكثر استدامة تسهم بتقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتحافظ على الموارد الطبيعية وحق الاجيال المقبلة فيها".
الثروة المائيَّة
أفاد الراوي بأن "الاقتصاد الازرق يطلق على الاقتصادات التي تعتمد على جودة استخدام الموارد المائية واستثمارها، وحماية ثروات الانهار والبحار والمحيطات المتمثلة بالاسماك والحيوانات البحرية وتوفيرها للاجيال المقبلة ايضا"، اما الاقتصاد البنفسجي فهو يسهم في التنمية المستدامة من خلال تثمين العائد الثقافي للسلع والخدمات، بما يتكيف مع التنوع الانساني واعادة التوازن الاقتصادي والسياسي العالمي لصالح البلدان الناشئة، بالعودة الى البيئات المحلية لتعزيز التنمية".
و"الاقتصاد الأصفر يتمثل بالاعتماد على موارد الطاقة الشمسية، لكونها طاقة نظيفة، قليلة الكلفة ولا تسبب انبعاثات تلوث البيئة"، في حين يمثل الاقتصاد الابيض النشاط الرقمي ومتعلقاته، إذ أسهم في مضاعفة فرص العمل، لا سيما في مجال التسوق والبيع عبر الانترنت"، "أما الاقتصاد الفضي فهو نظام يشمل انتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات بما يوافق الامكانات الشرائية لكبار السن".
من جهتها رأت الباحثة الاقتصادية لبنى الشمري "ضرورة تفعيل الاقتصادات الايجابية كالاخضر والاصفر والازرق في العراق وتوظيف مواردها بما يحقق تنمية مستدامة لمستقبل الاجيال".
وأضافت الشمري "من الضروري مكافحة الاقتصاد الأسود والرمادي والحد من تفشيهما في البلد، كونهما يمثلان خطرا على الاقتصاد في ظل الظروف التي يشهدها البلد".