غداً.. استشارات نيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة اللبنانية

الرياضة 2021/07/25
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
تنطلق غداً الإثنين في قصر بعبدا ببيروت الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس حكومة جديد خلفاً للرئيس المعتذر سعد الحريري، أجواء الشارع السياسي في العاصمة اللبنانية تؤكد أن الاستشارات ستجري في موعدها ولن يصار إلى تأجيلها كما رجحت تحليلات وتسريبات بأنها ربما تتأجل ريثما يحسم التوافق داخلياً وخارجياً بشأن «المكلف». 
وحتى الآن تصدرت ثلاث شخصيات بورصة الأسماء المتداولة، وهي رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والسفير نواف سلام والوزير السابق فيصل كرامي، ويبدو ميقاتي صاحب النصيب الأوفر في نيل بطاقة المرور إلى السرايا الحكومي، وتؤكد أوساط مواكبة للمخاض الحكومي، لـ»الصباح» بأنه وفقاً لتسريبات بشأن خريطة الأصوات النيابية التي سيحصل عليها ميقاتي فان الغلة النيابية التي تسميه رئيساً مكلفاً، ربما تصل إلى السبعين نائباً فيما لو انضم حزب الله الى ركب المسمين له يوم الاستشارات، بهذا الخصوص لم يصدر عن الحزب ما يؤكد حقيقة موقفه حتى الآن على خلاف حليفه العتيد حركة أمل التي يبدي رئيسها التأريخي نبيه بري رغبة كبيرة في دعم تسمية ميقاتي لأنه يعده الخيار الأفضل بعد تعذر البقاء على تكليف الحريري، وكون الأخير أخبر بري كما علمت «الصباح» بأنه يدعم ترشيح ميقاتي وهذا ما سيوفر للرئيس المكلف الجديد الغطاء (السني) كي تمضي عملية التسمية بسلاسة ومن دون منغصات. 
في السياق نفسه ينتظر المراقبون اتجاه بوصلة التيار الوطني الحر ورئيسه الوزير السابق جبران باسيل من مسألة التكليف المتوقع للرئيس نجيب ميقاتي، فبينما يعتقد بعض المراقبين بأن التيار والرئيس ميشيل عون غير متحمسين لميقاتي لأنه ينظر إليه على إنه يتلاقى مع الرئيس المكلف السابق الحريري في الكثير من التوجهات السياسية وهو بالتالي عضو نادي رؤساء الحكومات السابقين الذين طالما دعموا الحريري في مهمته السابقة وأنحوا باللائمة على الرئيس عون باعتباره السبب المعطل لتشكيل حكومة الحريري، وتفيد المعطيات بأن التيار الوطني الحر أقرب إلى تسمية فيصل كرامي بهذا الشأن، ويذهب مراقبون  الى أبعد من ذلك بقولهم: إن التيار العوني ومن خلال رئيس الجمهورية ربما يقطع الطريق أمام الرئيس ميقاتي في الوقت الحرج قبيل انطلاق الاستشارات ويعلن عن تأجيلها. 
هذا الموقف دحضه الرئيس عون أمس السبت بإعلانه أنّ «الاستشارات النيابية الملزمة ستتمّ في موعدها الاثنين المقبل، وأي كتلة تطلب تأجيلها يجب أن يكون طلبها معلّلاً ومقنعاً»، بل إن الرئيس عون وفي موقف لافت أشاد بالرئيس ميقاتي واصفاً إياه بأنه «من النوع المتعاون الذي يأخذ ويعطي»، 
وأكد عون في تصريحات صحفية أمس السبت «بأنني جاهز للتعاون مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي أو أي شخصية يسمّيها النواب. ليست لديّ أي مشكلة على هذا الصعيد، ميقاتي متعاون ويجيد تدوير الزوايا، وبالحوار الصادق نستطيع أن نعالج أكبر مشكلة. هو يقترب قليلاً وأنا اقترب قليلاً، ويمكننا عندها أن نلتقي في المنطقة الوسطى، من غير أن نخالف الدستور والأعراف، خصوصاً أنّ تشكيل الحكومة ليس اختراعاً للبارود، وهناك معايير وتوازنات واضحة يجب أن نستند اليها، وبمقدورنا ان نتوافق عليها بسهولة».
في المقابل تدعم القوات اللبنانية التي يتزعمها سمير جعجع ترشيح السفير نواف سلام الذي يحظى بدعم الولايات المتحدة الأميركية والسعودية، ولا يستبعد آخرون أن يعمد العونيون إلى دعم ترشيح سلام رغم معارضة حزب الله، بينما تعتقد أوساط سياسية بأن الرياض لا تمانع من تسمية ميقاتي بعد تنحي الحريري وهو ما كانت ترغب به الرياض.
إلى ذلك أشار الـصـحــافـي اللبناني سـيـمـون أبـو فـاضـل الى أن «اسم ميقاتي غير مقبول عند السوريين وهناك شكاوى ضده وضد مؤسساته»، وأضاف بأن دمشق «لن تعترض على اسم نواف سلام لتشكيل الحكومة بينما حزب الله يعترض على ذلك»،  وتوقع أبو فاضل «تأجيل الاستشارات النيابية المقررة غداً الاثنين لأن التسوية لن تنضج بسرعة مع باسيل».