«فالنتاين» وفاضل ثامر

ثقافة 2021/07/25
...

د. حسين القاصد
سبق لي أن تناولت منجز الناقد فاضل ثامر في أكثر من مناسبة، بين دراسة نقدية أو مقال في الصحف، وكانت لي آرائي الواضحة على شدة قسوتها؛ لكنني اليوم بصدد وقفة تستحق الثناء والإشادة.
«فالنتاين» رواية صدرت مؤخرا عن دار الشؤون الثقافية العامة، وتعود حكاية هذه الرواية إلى أيام كنت مديراً عاماً لدار الشؤون الثقافية، وصادف أن كنت في اتحاد الأدباء فاستوقفني الزميل ناهي العامري وقال: أما حان الوقت لأن تطبعوا لنا؟ فقلت: وما المانع؟ قال الكتاب يتأخر في «الدار» لسنة أو سنتين أو أكثر، لذلك نعزف عن الطباعة في دار الشؤون الثقافية، فطلبت منه أن يقدم ما لديه ولن نتأخر في القبول أو الرفض بعد رأي الخبير.
أخذت منه الطلب في اتحاد الأدباء وكتبت عليه إحالة الى الخبير، وطلبت من ناهي العامري أن يوصل الطلب الى قسم النشر في «الدار»، وحين وصلني البريد وفيه طلب طباعة رواية «فالنتاين» وهي رواية مشتركة لناهي العامري من العراق والكاتبة السورية ضحى الأحمد؛ أحلت الرواية للخبرة الى الأستاذ فاضل ثامر ليحدد صلاحيتها للنشر من عدمه.
وكما هو معروف من سياقات، تم حجب اسمي الكاتبين، والإبقاء على عنوان الرواية ومتنها؛ ولم تستغرق الرواية لدى الناقد فاضل ثامر أكثر من أسبوعين ليصلني تقريره المدهش؛ إذ ورد في تقريره ما معناه (الرواية صالحة للنشر لكني لاحظت أن الأسلوب ليس نفسه على طول الرواية)، خاتماً قوله بأن في الراوية أسلوبين، معززا كلامه بأنه يرجح أنها لكاتبين.
 قلت إن اسم المؤلف محجوب، لكن خبرة ومقدرة الناقد فاضل ثامر رصدت ذلك ووثقته في التقرير؛ ولك أن تتصور عزيزي القارئ حين يضطرب لديك سير السرد، ويتغير صوت/ أسلوب السارد؛ فالمتوقع جداً هو الحكم على الرواية بأنها غير صالحة وذلك لعدم اتساق السرد.
 لكن عدم اتساق السرد لم يغب سببه عن قدرة فاضل ثامر النقدية وخبرته الواسعة في هذا المجال، ليحكم بأنها رواية لكاتبين وليست لكاتب واحد، ويجيزها وفقاً لرؤيته الخبيرة هذه، وهي رؤية فاحصة ذكية تستحق كل أشكال الثناء. فشكرا فاضل ثامر ومبارك للكاتبين روايتهما التي صدرت مؤخرا.