التفوّق الذكوري وعقدة أوديب

ثقافة 2021/07/27
...

 بغداد: الصباح 
 
صدر عن سلسلة ترجمان في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب (التحريم والتقديس: نشوء الثقافات والدول)، وهو ترجمة أحمد م. أحمد العربية لكتاب مارفن هاريس، ويمثل الكتاب محاولة لتفسير الأنواع اللامتناهية من السلوك الثقافي التي تبدو محيرة أول وهلة، وكيف تتبنى الثقافات أشكالها المميزة، على أنها تكيفات مع ظروف بيئية معينة وتغير أنماطها. 
ويحوي الكتاب على 15 فصلاً، وفي فصل بعنوان (الثقافة والطبيعة)، يتساءل هاريس: لماذا يقوم الناس بحل مشكلاتهم الاقتصادية برفع وتيرة الإنتاج؟ ويجيب إنه من الناحية النظرية، فإن الطريقة الأسهل لتحقيق نظام غذائي عالي المردود، وحياة نشطة طويلة خالية من الكدح والتعب، ليست في زيادة الإنتاج، بل في تقليص عدد السكان. 
أما في فصل عنونه الكاتب (القتل في عدن)، فيرى أن ليس في مقدور الوسائل الطبيعية لضبط نمو التعداد السكاني شرح التباين بين الكثافات المتدنية والخصوبة المحتمَلة للمرأة. 
ويرى المؤلف في فصل (أصل التفوّق الذكوري وعقدة أوديب) أن ممارسة الحروب هي المسؤولة عن منظومات التفوّق الذكوري لعقدة واسعة الانتشار بين مجتمعات القرية والجماعة. ووجود هذا المركّب هو مصدر ارتباك والتباس لمؤيدي حقوق المرأة. 
وفي رأيه، يخشى كثير من النساء أنه إذا كان التفوق الذكوري حاضرًا منذ زمن طويل، فربما يكون بالفعل أمرا طبيعيًا أن يسيطر الرجال على النساء. لكن لا أساس يُعتدّ به لهذه الخشية. فقد نشأت نظم التفوق الذكورية نتيجة الحروب واحتكار الذكور للأسلحة، واستعمال الجنس لتغذية الصفات الذكورية العدوانية. والحرب ليست تعبيرًا عن الطبيعة البشرية، بل استجابة للضغوط البيئية والإنجابية. لذلك، ليس التفوق الذكوري طبيعيا أكثر من الحرب. 
ويضيف: لم تكن عقدة أوديب سبب الحرب؛ بل الحرب هي سبب عقدة أوديب (مع العلم أن الحرب نفسها ليست السبب الأول، بل أمرٌ ثانويٌ لمحاولة التحكم بالضغوط البيئية والإنجابية). إلى ذلك، وبدءًا بعقدة أوديب، لا يمكن المرء أن يفسر التنوع في كثافة الحروب ومجالها، لِم تنزع بعض الجماعات إلى الحروب أكثر من غيرها، ولم يمارس البعض أشكالًا خارجية من الغزو والآخر يمارس أشكالاً داخلية منه. ويقع كتاب (التحريم والتقديس: نشوء الثقافات والدول) في (296) صفحة بالقطع
 المتوسط.