رياضتنا فقيرة!!

الرياضة 2021/07/27
...

د.عاصفة موسى
 
لم تكن مشاركة العراق في اولمبياد طوكيو التي انطلقت قبل ايام، المشاركة الفقيرة الاولى، فكل مشاركات العراق كانت فقيرة بالالعاب، وما نشاهده من صور ارشيفية لوفود اولمبية عراقية كبيرة انما تأتي بسبب مشاركة فريق كرة القدم الذي يبلغ قوامه 17 او 18 لاعبا، اما حقيقة الامر فهي مشاركات مخجلة خاصة بعد عام 2003، حيث اكدت تدهور الرياضة العراقية، وعكست سوء التخطيط والتكالب على المناصب وتفشي الفساد في هذا القطاع المهم، فرغم الاموال الطائلة التي خصصت للرياضة العراقية الا ان معظمها انفق في غير محله، كما كان لوصول عدد من الاشخاص غير المؤهلين لادارات الاندية والاتحادات والاولمبية وابعاد الكفاءات، السبب الذي سارع في تراجع رياضة العراق، وجعله بلدا خاويا غير قادر على صناعة ولو بطل 
واحد خلال سبعة عشر عاما، وليبقى الوسام البرونزي اليتيم الذي أحرزه الرباع عبد الواحد عزيز في اولمبياد روما ١٩٦٠، كالسهم الذي يخترق جدار الفشل الرياضي ويذكرنا بالاخفاق الذي يلاحق عمل الاتحادات، ويلاحق الاولمبية التي تستعر الحرب بين اعضائها وتسببت في اخفاقهم بالتوصل لاتفاق على اختيار الامين المالي والامين العام، اللذين يشكلان اهم مفصلين في عمل اللجنة
 الاولمبية.
التخطيط المدروس وليس غيره من يرتقي بالعمل ويصوب الهدف، وعكسه التخطيط العشوائي الذي يلازم الاتحادات حيث يفتقر للدراسات ويبتعد عن الواقع ويكون مصيره الفشل في تحقيق الهدف، وتتجلى احدى صوره في انشغال الاتحادات عبر عقد واكثر بالمشاركات الخارجية وتجاهلها بناء اساسات لالعابها، وعندما هرم لاعبوها وجدت انها خاوية من المواهب، وراحت تتعكز على لاعبين يفتقرون للموهبة والامكانيات الفنية، بعد ان شخطت بالقلم على فقرة صناعة البطل، وارتضت باستجداء البطاقات لمشاركة لاعبيها في الاولمبياد، عسى ان ينال اعضاؤها شرف حضور 
الاولمبياد.
في هذا الوقت والظرف وفي ضوء التشكيلات الرياضية القائمة حاليا، شخصيا استبعد اي معالجات او حلول ناجعة للواقع الرياضي الذي نعيشه، وطالما ان الفساد باق يضرب بقوة في وتد الرياضة، فلا تنتظروا الحل في القريب العاجل، وعسى ان اكون مخطئة.