د. سعد الطائي
يعد الرضا الوظيفي من أهم العوامل في استمرارية العامل وفي مقدار ما يقدمه من انتاجية، وفي تكيفه وقناعته بالعمل الذي يؤديه في المؤسسة التي يعمل فيها والذي ينعكس بالمجمل على كمية الانتاجية التي تقدمها المؤسسة، والتي تتأثر بدرجات متفاوتة حسب توفر عوامل الرضا او بعضها، ومدى رضا العامل عن موقع عمله وولائه للمؤسسة.
ويمكن قياس حالة الرضا الوظيفي للعامل عن طريق اجراء بعض الاختبارات الشفهية له ومعرفة حالته المعنوية بشكل عام والتي تتأثر بشكل او بآخر عن مدى رضاه عن عمله الذي يمارسه في موقع العمل وقياس الانتاجية التي يقدمها، فضلا عن التعرف على مدى انتظامه في العمل وهل توجد انقطاعات مستمرة عن عمله. وقياس الانتاجية التي يقدمها خلال مدة زمنية منتظمة.
ويمكننا أن نوجز مجموعة من الأمور التي تمثل عوامل الرضا الوظيفي للعامل في أي مشروع انتاجي او اقتصادي بشكل عام يتمثل اولها بمقدار الأجر الذي يتقاضاه نظير العمل الذي يقوم به، والمكافآت المالية التي يحصل عليها، والتي تقدم للعمال بين فترة وأخرى تشجيعاً لهم عما يقدمونه من انتاجية متميزة تدفع ادارة المشروع لتقديم المحفزات لهم لغرض المحافظة على الانتاجية العالية التي يقدمونها.
ويعد وقت العمل أي الساعات التي يقضيها العامل في دوامه اليومي واذا ما كانت مدة العمل اليومي مدة طويلة فإن ذلك ينعكس على حالة العامل الصحية والنفسية مما يفقده عاملاً من عوامل الرضا الوظيفي وهو عامل الوقت او زمن العمل اليومي في المشروع الانتاجي، يضاف الى هذه العوامل مدى توافر حالة الاهتمام بالعاملين من قبل ادارة المشروع الانتاجي والتي هي جزء من العلاقات الانسانية وفي الوقت نفسه جزء من آلية تطوير الانتاجية.
فحينما يجد العامل ان الادارة تهتم لحالته الانسانية في حالات السراء والضراء، فإن ولاءه للمنظمة الانتاجية التي يعمل فيها سيزداد والذي ينبع من شعوره بالاهتمام به من قبل المنظمة التي يعمل فيها.
إن كل هذه العوامل هي من متطلبات تحقق الرضا الوظيفي للعاملين في المشروعات الانتاجية، ويترتب على ادارات المشروع الانتاجية ان تقوم بين فترة وأخرى بإجراء الدراسات او المسوحات للعاملين لديها واستيضاح آرائهم ومواقفهم للتعرف عن مدى شعورهم بالرضا عن عملهم الحالي او ظروف العمل بشكل عام، وذلك لتحقيق اتساق جيد بين العاملين ومنظماتهم الانتاجية وبما ينعكس بصورة ايجابية على الانتاجية التي يقدمونها بشكل اجمالي.