كاظم السيد علي 

تتداعى صور الماضي القريب لتقف عند عتبة الفنان الكبير المصور الشهير الراحل نوري الفلوجي الذي يعدُّ من رواد التصوير في العراق والمولود (عام 1908 – الكوفة). بدأ هوايته مبكراً للتصوير من خلال الكاميرا (البوكس) التي عشقها وهو بعمر عشر سنوات. ولقد واصل الراحل نشاطه في حركة التصوير الفوتوغرافي لأكثر من (70) عاماً.

وكان رائداً سباقاً بعد أنْ أشبع هوايته شاباً ومحترفاً في مدينته الكوفة, ثم توسعت رقعة عمله حتى شملت أغلب المدن العراقيَّة. ثم عاد الى النجف ليستقر فيها موثقاً الأحداث وخاصة أحداث ثورة العشرين الخالدة. وكان له الدور البارز في توثيق أحداث النجف المعاصرة حتى رحيله من خلال ما شهدناه من مناسبات وآثار ومجالس وزيارات الوفود والملوك والرؤساء لمدينة النجف.

كان محله يتوسط المدينة وهو أول محل للتصوير الكهربائي افتتحه في العام 1943 فأصبح في ما بعد مدرسة ومركزاً إعلامياً وملتقى للفنانين والباحثين الموثقين وعشاق الفن ومريديه من مدن العراق المجاورة, كربلاء، الحلة، الديوانية، وكذلك أصبح لديه بهذا الشأن أكثر من (20) ألفاً من الصور الشخصيَّة، ترك عليها طابعه الشخصي المميز في توثيق كل ما يخدم الوطن ويعبر عن صورة المجتمع وحركته جملة وتفصيلاً. فهو بحق مصور النجف الأول. وأسرته اليوم تتوارث حب هذا الفن, نجله وحفيده المصور المبدع قيس الفلوجي صاحب دار الفلوجي للتصوير في النجف.

وأخيراً لقد كرم الفلوجي من قبل مصوري العراق ونشر عنه الكثير وعقدت من أجله الدراسات. وتتلمذ على يده الكثير من المصورين, مواصلين المسيرة التي بدأها الفنان الراحل.