بغداد: حيدر الربيعي
قوبلت النتائج الاقتصادية لزيارة رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي الى واشنطن، بترحيب واسع للعديد من المختصين، الذين أكدوا أهمية اللقاءات التي اجراها الكاظمي في الولايات المتحدة، واستعراضه للحزم الاصلاحية التي نفذتها الحكومة في مختلف المجالات الاقتصادية، فضلا عن تأكيداته المستمرة بشأن جهود جذب الشركات الاستثمارية، والمساع المستمرة لتذليل العقبات أمام الشركات العالمية.
ناقش الكاظمي مع رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس دعم خطط الحكومة في مشاريع السكن، والتعاون المشترك في مختلف المجالات، وإسناد جهود الحكومة العراقية في الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد، ودعم بناء القدرات للمؤسسات العراقية، وإصلاح القطاع العام، وجهود إصلاح القطاع المصرفي» فضلا عن بحث «دعم خطط الحكومة في مشاريع السكن، وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع من قبل الشركات الأميركية، وغيرها من الشركات». كما أكد الكاظمي، خلال لقائه منتدى رجال الأعمال وغرفة التجارة الأميركية، ان أبواب العراق مفتوحة أمام الاستثمار، وان الحكومة العراقية قامت بإجراءات جريئة نحو إصلاحات حقيقية في الاقتصاد.
وقال، ان «الحكومة قامت بإجراءات جريئة نحو إصلاحات حقيقية في الاقتصاد، أهمها تعزيز نشاط الائتمان في القطاع المصرفي» مبينا «بدأنا بمعالجة ضعف البنى التحتية على الرغم من عجز الموازنة، وذلك عن طريق تشجيع استثمارات القطاع الخاص».
نهضة اقتصادية
المستشار في رئاسة الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح، قال لـ «الصباح» ان «ما يتطلع اليه العراق هو كيف يساعد المجتمع الدولي نهضة البلاد الاسكانية، وهي المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء مؤخرا، والتي جاءت في ظل نقص وعوز سكني يتجاوز ثلاثة ملايين وحدة سكنية في عموم البلاد».
ولفت صالح، الى ان الولايات المتحدة صاحبة فكرة تاريخية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية مفادها تخصيص دار سكن لكل اسرة، والتي عدت من بدايات النهضة الاجتماعية الاسرية في اميركا، لذلك فان نقل تجارب كبيرة الى بلادنا، وتشجيع قطاع الاستثمار العقاري هو بوابة لاشاعة اقتصاديات السلام وبناء المدنية وسعادة الانسان العراقي وبناء الاستقرار المستدام في بلادنا.واشار المستشار الاقتصادي الى ان جهود رئيس الوزراء تمثل «بداية العلاقات الستراتيجية التنموية مع الولايات المتحدة ذات الخبرات التكنولوجية الكبيرة في بناء الروابط الاقتصادية مع العراق والتعاطي الايجابي مع رأس المال الاميركي مستقبلا».
فرص التنمية
وأكد صالح، تطلع العراق الى بناء شراكة ستراتيجية اقتصادية طويلة الاجل مع الولايات المتحدة، وتقوية فرص التنمية والتعاون الاقتصادي في المنطقة التي خاضت صراعات طويلة قوضت فرص التنمية والتقدم الاقتصادي لشعوب المنطقة، فعلى مدار العقود العديدة الماضية، ظل السكان يتزايدون عدديا ولكن يحصدون فرصا متناقصة من التنمية والاستثمار والرفاهية في حين ظلت الآمال في مستقبل افضل ضعيفة جراء استمرار الحروب والصراعات الطويلة.
ولفت الى ان العراق ومن خلال تعميق التعاون مع الدول الكبرى، يسعى الى ان تؤدي هذه العلاقات المتينة الى احلال الاقتصاد السياسي للسلام من خلال الشركات الكبرى في التكنولوجيا والاعمار والتحول الى بناء الرفاهية ونبذ الصراعات وتحقيق الاستقرار.
رسائل اطمئنان
من ناحيته، يرى الباحث في الشأن الاقتصادي، علي الدفاعي، ان رئيس الوزراء، نجح خلال زيارته الى واشنطن، في نقل رسائل اطمئنان الى الشركات العالمية بشأن الاصلاحات الاقتصادية الى تنفذها الحكومة، لاسيما في المجال الاستثماري.
واشار الدفاعي، الى ان القوانين الاستثمارية والتشريعات، لها دور حيوي وفعال في جذب رؤوس الاموال والمستثمرين، وهو ما اكده الكاظمي خلال لقاءات عقدها مع مستثمرين وشركات اميركية، حين اوضح عزم الحكومة على احداث حزم اصلاحية في الاقتصاد بشكل عام، والواقع الاستثماري على وجه الخصوص.