شعار البيروقراطية العتيد تاريخيا وعالميا هو كتابنا وكتابكم حيث تدور خفايا العمل في هذه الحلقة/ الاداة حسب النوايا والبرامج .
فلعنة البيروقراط باتت شرا لا بد منه، ولكن ليس دائما، خصوصا العالم يدخل مجال الحكومة الالكترونية، التي تتسع لتحتوي على كل الاحتمالات وتلفظ المخلفات السيئة الموروثة، فالتعاطي الالكتروني، الذي في غيابه او قبل تسيده الموقف كانت الرشوة هي الحافز للاسراع في المعاملات الاصولية، وهي الاسرع عادة، ولذلك يكون الغموض سائدا في المناخ الاستثماري، مثلا حاضرا ، بينما سيحدد النظام الالكتروني قواعد جديدة لينجلي الغموض عن المناخ الاستثماري.
كما ان الفساد يتيح الالتفاف على القوانين والانظمة، بما فيها الضرائب، فالبرنامج الالكتروني سيحد من الالتفاف اذا ما اخذ بنظر الاعتبار اهمية الضريبة للموازنة العامة، فالنظام الالكتروني سيضعنا في مواجهة ظل كتابنا (السري للغاية) وكتابكم المعطوف على كتابنا.
وفي ضوء التوجيهات العليا، سوف تكون شفافية الامر واضحة جدا لمن يهمه الامر، لتجرى بانسيابية عالية خارج الاطارات السابقة، بعد ان باتت منتهية الصلاحية، بينما ستعزز اجراءات الشفافية احترام هيبة الدولة، فالحكومة الالكترونية العاملة مثلا في المنافذ حققت نتائج ايجابية، اذ نلمس الفرق في تصريحات رسمية وغير رسمية رغم انخفاض حركة التجارة، بسبب جائحة كورونا او انخفاض اسعار النفط عن معدلاتها المرتفعة، ولكن هناك من هو غير متفائل بتلك النتائج التي حققتها الانظمة الالكترونية.
قد نتفق على صعوبة السيطرة على التغيير السريع والانتقال من الاعمال الورقية الى الالكترونية، لكن يبقى السؤال هل من الممكن التاثير في بعض جوانب التغيير ايجابا كان ام سلبا؟ .
نظريا ممكن، اذا ما حددنا الاشخاص او المؤسسات التي بمقدورها ان تفرض نوعا من التغيير بدرجة ملحوظة ودائمة، فهناك مثل انكليزي يقول (ان بعض الناس يتجلون بغيابهم ) بمعنى ان رواد البيروقراطية الكلاسيكية حققوا نجاحات وقوة في التغيير وينبغي اعطاؤهم الاعتبار الذي يستحقونه، خصوصا عندما نلحظ تراجعا في (كتابنا وكتابكم) اذ تآكل اطاره اولا المحسوبيات، والقطاع الخاص الطفيلي الذي غرد خارج سرب الزراعة والصناعة، ما افسد شفافية المدخلات والمخرجات الاقتصادية في الناتج المحلي الاجمالي، من خلال الاستيراد الذي يخدم هؤلاء الذين جعلوا كتابنا في خدمة كتابهم احيانا كثيرة.
ان مجلس الخدمة هو مرجعية الوظيفة العامة ولديه خبرة سابقة في الجهاز التنفيذي، ويمكن ان يكوّن قاعدة معلومات لبرامج الحكومة الالكترونية، فهو الذي سيستعيد الثقة بالجهاز الاداري، لأن زرع الثقة بالمؤسسات الحكومية، عموميا، ممكن ولكنه يتطلب جهدا، فـ(كتابنا وكتابكم) فيه معلومة وتاريخ ولكنه لن يزرع ثقة بعد تسيد الحكومة الالكترونية .