قرى السماوة.. همسات الطبيعة وأغاريد الطيور

الصفحة الاخيرة 2021/07/31
...

 السماوة: كاظم الحناوي
 في محيط السماوة كانت الأنهار تنساب، وتسيل اﻟﺠداول، وتشدو الطيور، وتنتشر الماشية  ﻓﺘﺤدث اﻟﮐﺜﺎﻓﺔ التصويرية اﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ استنفارا شديدا للمشاعر، إذ إن همسات الطبيعة المتماهية مع اغاريد الطيور، جعل منها رداء أخضر تخترقه المياه.
 
ما زالت ذاكرتنا تحتفظ بكل تفاصيلها، تلك الحياة الفطرية على مرمى البصر.
ابرز ما يلفت نظر الزائر لعدد من قرى اقضية السماوة والخضر والرميثة افتقارها الى جداول الماء، حيث كانت تتركز جماليات تلك القرى في محيط الانهار والجداول، التي توقفت الحياة فيها نتيجة شحّ المياه، صعوداً الى محيط مدينة اوروك الاثرية، التي تتربع على قمة جزيرة كانت تحيطها المياه من كل جانب.
ولا تختلف درجات الحرارة كثيرا في حدود محافظة المثنى، التي كانت يدا في الماء ويدا في الصحراء بين البادية والاهوار، رغم انها من اكبر المحافظات مساحة بعد محافظة الرمادي باختلاف تضاريسها، حيث يمكن للزوار استشعار ارتفاع درجة الحرارة في الصيف بمجرد دخول حدود المحافظة، وذلك لقلة المساحات المترعة بالمياه والتي كانت تخفض كثيرا من القيظ.
ويعتمد ساكنو تلك القرى اقتصاديا الآن على مختلف الأنشطة الاقتصادية كالعمل في وظائف الدولة، او زراعة القمح والشعير مرة كل عام، ليحققوا من تلك الأنشطة بعض الاكتفاء من الموارد، التي اصبح الاعتماد عليها قليلا مثل المتاجرة بمنتجات المواشي والمزارع في الأسواق المحلية في المراكز المحيطة بهم. يذكر ان بادية السماوة تحتل مساحاتها الصحراوية ما يقرب من  90 % من مساحة المحافظة الكلية البالغة اكثر من خمسين الف كيلومتر مربع، وتضم العديد من الموارد الطبيعية والنفطية والثروات المعدنية، كحجر الكلس الذي يدخل في صناعة السمنت وخامات السيراميك والسليكات المستخدمة في صناعة ألواح الزجاج والسيراميك، وطين الكاولين الذي يعد من افضل أنواع الطين، فضلا عن انتاج الصودا الكاوية والكلورين وملح الطعام العالي النقاوة وكميات من الكمأ.