رسائل معطرة بالمحبة والاعجاب بين فاضل عواد وحسين البصري

الصفحة الاخيرة 2021/08/02
...

 بغداد: الصباح
بعث الفنان حسين البصري رسالة شكر وامتنان الى الفنان الكبير فاضل عواد، ردا على موضوع نشره يشيد بتجربة البصري وجمال صوته. جاءت رسائل عواد والبصري محملة بعطر المحبة والاحترام المتبادل ومتبلة بطيب ورفعة نفسيهما، وهي حالة ايجابية لا بدّ من التوقف عندها وتصفحها باعجاب،
 بغداد: الصباح
 
 تؤكد سمو اخلاقهما وانهما كبيران في الفن وتعاملهما الانساني، وتكشف جمال ورقة روحهما، على عكس ما نشاهده هذه الايام من صراعات وقذف وتنابز بين الفنانين. واليكم ما نشره الفنان الكبير فاضل عواد على صفحته الشخصية على «الفيسبوك»:
أعزائي سبق إن قلت وأردد (الديك الفصيح من البيضة يصيح) وهذا ينطبق على الصوت الجميل، فمهما يلاقي صاحب هذا الصوت العذب من عثرات ومعوقات، فلا بد من يوم أن ينتصر ليكون مطربا مشهورا محبوبا من قبل الجمهور، وهذا ما جرى للفنان المثير للجدل الاكاديمي الفنان الرائع المبدع الشامل فنا واداء ولحنا واخلاقا حسين البصري.
المولود في البصرة سنة 1957م وبعدها انتقل الى بغداد، ساكنا مدينة الصدر الشعبية المعروفة بأريحيتها وحبها للمطرببن والشعراء الشعبيين، فأخذ حسين بالغناء في حفلات الاعراس والافراح المقامة في الازقة والدرابين او فوق السطوح، فاشتهر شهرة واسعة وأصبح نجم الحفلات الشعبية بلا منازع، بالرغم من كثرة مطربي الريف المشاركين في تلك الحفلات في السبعينيات، واخذ يعتمد على الكاسيت في نشر اغانيه فغنى (عيني اتشوف) سنة 1972 ثم اراد تعلم العزف على العود، ولكن ليس لديه المبلغ الكافي لشرائه، فاشتغل عامل بناء ليجمع المبلغ المطلوب وهو (25) دينارا آنذاك، ما يعادل 75 دولارا واخذ يسأل الموسيقيين عن المقامات، ليتعرف عليها كمقام الصبا والكرد والنهاوند والعجم والحجاز والبيات وغيرها، واستطاع اتقان العزف ومعرفة المقامات، وكان عليه الوصول الى التلفزيون العراقي، ليعترف الجميع انه فنان تلفزيوني، شاءت الصدف ان قدم اجمل اغنية وكاسيت سنة 1980 بعشر اغان وأكثرها انتشارا كانت اغنية (كوه كوه) ومن هنا ارتفع نجمه ساطعا في سماء الابداع والتألق، فانتبه اليه الفنان والملحن الرائد فاروق هلال، فساعده للدخول الى التلفزيون سنة 1982 باغنية (حن الحمام الهله)، ثم بدأت الحانه الرائعة تتوالى تباعا مقتربة مؤثرة في قلوب الجمهور المتلقي الذواق في ترديدها وحفظها، حتى تجاوز فناني عصره شهرة ومضمارا بأغانيه الجميلة جدا مثل اغنية «علمني اشلون انسه، وسنتين انا صابر، وبويه هنا بويه هنا ماريده خل ايروح، وكمر كمر..» وغيرها
الكثير. ولكن الكثيرين لا يعلمون ان اول من لحن قصيدة الراحل نزار قباني: اني خيرتك فاختاري هو حسين البصري على مقام النهاوند قبل ان يغنيها الفنان كاظم الساهر بسنوات، علما ان البصري قد لحن اغانيه بعفوية غريبة واحساس صادق وشجن يندر مثيله، وقد علمت انه قد أخذ بعض النصوص من الشعراء الرواد المبدعين: طاهر سلمان وداود الغنام وحمزة الحلفي ومحمد المحاويلي وغيرهم. 
اعتمد البصري على المفردات الشعبية المتداولة بين الناس والقريبة لقلوبهم، وكذلك التنويع الايقاعي المعروف بالبصرة والخليج، واكثرها تجسيدا لمعاني الفرح والانشراح الملائمة لجو الاعراس والافراح، ولكن في التسعينيات ترك العراق مسافرا الى الاردن ثم الامارات كطائر النورس، ليعود الى العراق اخيرا ويغني قصيدة وطنية (يا وطنا يسكن قلبي) وصورها بالبدلة العصرية المعروفة حسب طلب المخرج التلفزيوني لها. علما انه كان متاثرا بغناء الفنان الراقي الخليجي عبدالكريم عبدالقادر المعروف بغنائه وفنه البديع، وقد نال البصري من الشهرة والانتشار ما لم ينله غيره من جيل عصره، حتى غنى اغانيه من العراقيبن المبدعين: قحطان العطار وماجد المهندس ومحمد عبد الجبار ومن الخليج المتألق حسين الجسمي، والحديث يطول لانصاف هذا المطرب المجدد، الذي يعد من رواد الغناء الشعبي الكبار وانني احبه واحترمه جدا ومعجب بفنه وأخلاقه المتميزة الراقية، فتحياتي لكم اعزائي الكرام وله ولمحبيه.
وبالمقابل رد الفنان حسين برسالة على صفحته الشخصية موجهة للفنان فاضل عواد جاء فيها:
محبتي وخالص احترامي وتقديري لأستاذنا الفنان صاحب اللون الغنائي الرائع، والأستاذ مربي الأجيال وصاحب النفس الطيبة الدكتور فاضل عواد المحترم. وأنا أفتخر وأعتز بشهادتك دكتور فاضل عواد وإطرائك الجميل، علماً نحن تعلمنا منكم وأنت أستاذنا الذي تعلمنا منهُ إسلوب الموال ورزانة الاداء: محبتي لك دكتور فاضل عواد المحترم.