تسعى المجتمعات البشرية إلى التطور باستمرار ورفع مستواها الاجتماعي والمعيشي، وفي كل المجتمعات التي تواجه تحديات معينة تنبثق الكثير من الأفكار الجديدة، نتيجة الواقع الذي يفرض سمات التطور والنمو الفكري، وتتحول تلك الافكار غالباً إلى مشاريع منتجة، تندرج تحت منصة المشاريع الناشئة أو مايمكن تسميته
بـ {المشاريع الصغيرة}، ومن تلك المشاريع ظهرت فئة من النساء المبدعات اللواتي يحاولن بجهود منفردة لتأكيد ذواتهن، وتنمية مشاريعهن.
والمشروع الصغير هو المعني بتحويل عمل بسيط أو خدمة معينة لمصدر دخل بموارد ورأس مال بسيطين، وفي هذا الصدد استطاعت بعض النساء إستحداث أعمالهن الخاصة، أو تحويل أعمال منزلية وحرفية الى مصدر دخل لهن.
منتجات طبيعية
رقية محمد حلبوص، تخرجت في كلية الهندسة الكيميائية حصلت على دعم الأهل بتخصيص غرفة في المنزل لجعلها مشغلاً، لإنتاج الصابون بوصفات طبيعية وزيوت عشبية لمعالجة مشكلات البشرة وتساقط الشعر وغير ذلك.
وبالتدريج توسعت رقية في عملها وتمكنت من الحصول على مبنى صغير مجاور لمعمل سمنت السماوة وانفقت حوالي 30 ألف دولار لتطويره وتعزيزه بكادر من زملائها، حتى وقفت على قدميها وباتت منتجاتها تلقى رواجاً، ويكثر الطلب عليها من المذاخر والصيدليات وأسواق السوبر ماركت.
تعليم السياقة
وفاء ابو خشة، حوّلت منزلها القديم بعد انتقالها لمنزل آخر، لمكتب لتعليم النساء قيادة المركبات ونيل رخص القيادة الاصولية من مديرية مرور المثنى، وهي تؤكد، ان النساء بات بمقدورهن سياقة السيارات والقيام بأدوارهن الحياتية والمجتمعية أسوة بالرجل.
صناعة الألبان
وفي مقابلة مع سيدة أخرى من اللواتي افتتحن مشاريعهن الصغيرة الخاصة، تعرفنا على (...) التي تحفظت على ذكر اسمها، والتي أسست مشروعها الخاص بمعدات وموارد ضئيلة، لصنع الألبان ومشتقاتها، لتعود عليها بدخلٍ بسيط.
وتقول هذه السيدة انها بدأت برأس مال بسيط وبمعداتها المنزلية الخاصة، حيث كانت تصنع اللبن واللبن المصفى والجبن والسمن وتبيعه في الحي الذي تسكن فيه، ثم بدأت تتوسع وتبيع منتجاتها لمحال تجارية وماركات تتولى بيعها وتسويقها بفضل نظافة وجودة المنتجات التي تصنعها، وبعد شهور أصبح لديها محلها الخاص، لكن السيدة استدركت وأخبرتنا عن صعوبة البداية، لا سيما في تسويق المنتجات وبيعها، برغم انها حظيت بدعم الجيران والأقارب الذين دعموها في البداية لتصبح
معروفة.
اتحاد الصناعات
يؤازر هذه القصص والتجارب الناجحة، فرع اتحاد الصناعات العراقي في المثنى، حيث يقول رئيسه فالح الهتيمي لـ {الصباح}، إن {العديد من اخواتنا وبناتنا تقدمن بطلبات انتساب للغرفة وتمت مساعدتهن بتذليل كل المصاعب وترخيص مشاريعهن التي تخصص بعضها في مهن حرفية او اعمال بسيطة، لتتطور الى مصانع صغيرة ومتوسطة}، مضيفاً {أشرفنا شخصياً على قروض تسليف العشرات من عضوات الغرفة من مختلف المصارف المحلية بمهلة سداد مرنة ومعدلات فائدة منخفضة وبضمانات ميسورة، ونعتقد اننا في المستقبل المنظور سنشهد تطورا ملحوظا للحركة الصناعية لكلا الجنسين}.