قمري الحزين

ثقافة 2021/08/03
...

 عبد الوهاب البياتي
 
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندباد
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى
المبحوح عاد
والأفق كَفَّنَهُ الرماد
فَلِمَنْ تغنّي الساحرات؟
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات
كانت لنا فيها إذا غنى المغنّي ذكريات
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء
إلا بكاء
والقُبّرات
طارت، فيا قمري الحزين
الكنز في المجرى دفين
في آخر البستان، تحت شجيرة الليمون، خبأهُ هناك السندباد
لكنه خاوٍ، وها أنَّ الرماد
والثلج والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات
أكذا نموت بهذه الأرض الخراب؟
ويجفّ قنديل الطفولة في التراب؟
أهكذا شمس النهار
تخبو وليس بموقد الفقراء نار؟