{المشترك لا يرد} رسالة متقدة يتلظى لهيبها كامناً تحت القصة

الصفحة الاخيرة 2021/08/04
...

  بغداد: الصباح
عرضت في الخامسة من مساء أمس الثلاثاء، على قاعة سميراميس، ضمن فعاليات مهرجان العراق الوطني للمسرح ، مسرحية {المشترك لا يرد} عن نص بعنوان {رجل برجل} تأليف برخت، اخراج طالب خيون.
قال طالب خيون لـ {الصباح} ، إن {العرض حمل رسالة متقدة، يتلظى لهيبها كامنا تحت القصة المباشرة} مؤكدا: {تقوم قصة المسرحية على تغيير الانسان الى سواه ، تفكيك بريء واعادة تركيبه شريرا}.
أضاف المخرج خيون {أثناء العمل في إعادة تركيبه، يضرب على رأسه ويموت} متابعا ان {حصاد الآخر هو إعادة تصنيعه وبلورته وتحويره الى إنسان طامع بأموال الآخرين، من خلال تفاصيل تؤكد قيمة ومعنى رسالة المسرحية، التي جسد فيها برخت فكرة أننا مهما نقتنع بالأشياء نسعى الى الانسان المثالي، والانسان المثالي أكذوبة آفلة، تتجلى برسائل وأيديولوجيات السياسيين العميقة}.
أشار الى أن {نهجي هو بريختي، لذلك أحببت النص وحدثت فيه على ضوء معطيات الحياة المعاصرة} موضحا، مثلا من مسرحيات برتولد برخت {في انتظار غودو} وهي قصة لا تمت الى واقع مجتمعنا ميدانيا، لا من بعيد ولا من قريب، لكن في مسرحية المشترك لا يرد، ثمة أب يتنكر لابنه بعد التحول، ويبدو لا يعرفه، وتلك حالة مألوفة، او ممكنة او محتملة في مجتمعنا وسواه من المجتمعات، اي بمعنى قضية 
كونية}.
بين المخرج خيون {برخت قدم وصفا لاشتغاله على أعمال ملحمية، من خلال بوصلة تهدي المخرجين، وأنا مثلهم الى ما يطابق مجتمعاتهم على امتداد المعمورة} مواصلا {اخترت المشترك لا يرد؛ للمشاركة فيها ضمن عروض مهرجان العراق الوطني للمسرح، لأن فيها نسقا جماليا وظفه المؤلف في سلخ الانسان عن واقعه}.
لفت الى أن: {أعمال برخت متجددة في الزمان ومطلقة في المكان، لذا نتعامل معها بروح ملحمية، ابتدعها برخت في سياق تاريخي جعل لأعماله الى جانب العظماء من نظرائه شكسبير وسواه، لا تتقادم مع الزمن، لان هؤلاء احتووا ابعاد الوقت وأمسكوا عقاربه المطلقة، وهذا ما تأكد في {دائرة الطباشير القوقازية} ذات التبدل السريع}، مفيدا {من خلال الابهار والملحمية، حولت المسرح الى حفلة فيها أغان عراقية يقوم عليها شراذم منحطة، في الحفل يتم التغيير، تبدأ وتنتهي بأغنية عراقية}.
نوه طالب خيون بأننا {اخذنا فكرة برخت في امكانية تغيير الانسان، وهل يخضع لمستجدات حياته، متقمصا نسقها، عندما يصير الحمال تاجرا} مرجحا: {لم يبق كما هو، بل دخل في مرحلة جديدة، لكن من غيروه عجزوا عن ايجاد اسم له؛ فأبقوه من دون اسم؛ لأنه قبل التحول}.
وشدد على أن {ممثلي المسرحية أكاديميون وهم اعضاء في فرقة لگش}.
سبق للفنان طالب خيون تأليف مسلسل {سفينة سومر} واعداد ربيع الدبس التي اخرجها زيدون داخل، محرزة الجائزة الاولى في أحد المهرجانات العربية، له جوائز عن المسرح الحسيني {ليلة مع الحسين} و{ما لا يدريه الصغار} واخرج {مملكة الازرق} تاليف حسين 
الهلالي.