مهرجانات وطموح للتغيير

الصفحة الاخيرة 2021/08/04
...

زيد الحلّي
 
الابداع المسرحي والسينمائي المعروف تاريخياً في العراق، ضيعه غبار المهرجانات التي تعقد باسمه، بين مدة وأخرى، بحضور باهت لشخوص يتكررون، وغياب شبه تام لجمهور المواطنين، عدا اصدقاء واسر اولئك الشخوص، ومع شيوع ظاهرة الاسماء الرنانة، فان عبارة {المهرجانات الدولية للسينما والمسرح} التي تشهدها عاصمتنا الحبيبة وعدد من المحافظات، تجد صدى مفرحاً لدى القائمين عليها فقط، اذ يعدونها منجزات كبيرة، بينما يراها الكثيرون صورة للانتقاص من الذائقة الثقافية الجمعية والتاريخية، كون تلك العبارة {مهرجان دولي سينمائي ومسرحي} لا تستقيم مع الواقع المعاش، فلا وجود لمسرح جماهيري اصلا في الوقت الراهن، ولا يوجد انتاج سينمائي يُعتد به، فالاثنان متوفيان، طيب الله ثراهما، وليسأل احدنا نفسه: متى شاهد آخر فيلم عراقي، وفي اي قاعة حضر عرضا مسرحيا 
راقيا؟.
سادتي واخوتي: انتم الذين تبتكرون اسماءً لمهرجانات مسرحية وسينمائية عريضة وذات معاطف اكبر من الحجوم، وتبذرون اموالاً ووقتاً، تمعنوا قليلا في ما تفعلون، انه المعول الذي تهشمون به الأمل في انتاج عمل مسرحي عميق في فكره وفي رؤاه الاخراجية مثل الاعمال التي شاهدناها في سالف السنين: {هاملت عربيا}، {أشجار الطاعون}، {يوليوس قيصر}، {أوديب}، {رقصة الأقنعة}، {نفوس}، {الإنسان الطيب}، {هوراس}، {عقدة حمار} وغيرها الكثير من المسرح العالمي والشعبي،  وفي انتاج فيلم عراقي صميم، يحمل بصمة في عالم السينما مثل {سعيد افندي، الظامئون، الحارس} وغيرها الكثير ايضا، هذه اسماء ونماذج جاءت على البال، بشكل استذكاري سريع، يوم لم يكن هناك مهرجانات، ظاهرها  تشجيع المسرح والسينما، وباطنها تخدير الجيل الجديد، فبدلاً من السعي لتقديم الابداع الذاتي، اصبح جيلاً متلقيا 
فقط. 
ان هذه المهرجانات التي يصح عليها القول (مركتنا على زياكنا) حيث المشاهد الواحد، المتمثل بابن الجهة التي تقوم بالمهرجان، لا تسمن ولا تغني عن جوع، وينبغي أن نغادرها فورا، فباتت مثلبة ومعيبة، وليكن شعارنا: بأثمان المهرجانات، يمكن أن نبني مسرحا ودارا للسينما، وننتج فيلما ومسرحية.. 
ما رأيكم؟.