ترجمة وإعداد: نافع الناجي
يشهد العالم تطوراً هائلا في شتى المجالات، وأصبح التحام التكنولوجيا أمراً حياتياً حتمياً، ليظهر مفهوم التجارة الإلكترونية العالمية التي جعلت قارات العالم السبع عبارة عن متجر صغير، والتجارة الالكترونية هي التجارة التي تتم عبر منصات رقمية تربط بين المنتج والمستهلك في رقعة رقمية لا علاقة لها بالرقعة الجغرافية، وفي الحديث عن التجارة الإلكترونية لا بد أن تسمع بـ (متجر علي بابا)، الذي عبر حدود المكان واستطاع أن يصل إلى أكثر من مئتي دولة على مستوى العالم، اذ يعد من أهم مراكز التسوق ليس على مستوى الصين الشعبية، بل على مستوى العالم والذي يصنف كأكبر وأهم متجر تسوق صيني على الاطلاق.
تمثل سلسلة متاجر علي بابا شركة رائدة عالمياً في التسويق الإلكتروني، اذ تعرض منتجاتها عبر عدة مواقع مثل (تاوباو، علي اكسبرس، علي بابا وعلي باي)، وهذه المواقع صنفت ضمن الـ 100 موقع الأكثر زيارة وفق مخطط الإعلانات التابع لمحرك البحث العملاق غوغل.
ويرجع تاريخ تأسيس مجموعة علي بابا من قبل (جاك ما) لعام 1999م، اذ حققت نجاحات مبهرة، وتمكنت من منافسة أسواق كبيرة، لها ثقلها مثل الموقعين الاميركيين (أمازون وإيباي)، وتسيطر المجموعة الصينية على شريحة واسعة من الأسواق وذلك من خلال تسويق الكثير من المنتجات المختلفة التي تغطي استهلاك ومتطلبات جميع الفئات تقريباً، عبر شبكات الانترنت والخدمات التي تقدمها مثل الدفع عبر الانترنت والتجارة سواء بالجملة أو بالتجزئة وخدمات الحوسبة السحابية ومحركات البحث للتسوق، كما وصل عدد موظفي الشركة إلى أكثر من خمسين ألف موظف وفقاً لإحصائيات العام 2017، وحصدت عائدات 509,711,000,000 رنمينبي لعام 2020 وصافي أرباح قدر بـ 140,350,000,000 رنمينبي، ورسملة سوق وصلت الى 486 مليار دولار أميركي.
إجمالي أرباح
ومن الواضح، أن العالم بات يتجه في الآونة الأخيرة إلى التسوق الرقمي، لاسيما بعد انتشار جائحة كورونا وفرض العديد من بلدان المعمورة حظرا شاملا وإغلاق عشرات آلاف المتاجر التقليدية، فبات لا يخلو هاتف من تطبيقات التسوق الرقمية، فنجد أن تطبيق علي بابا جذب المستخدمين، اذ تجاوز عدد عمليات التحميل على غوغل بلي فقط الـ 100 مليون مرة وحصل على تقييم 4،5 من أصل مليون مراجعة وهو قدر جيد جداً.
التحكم بالسوق
سلسلة علي بابا تضم الآن عدة منصات تابعة لها مثل: موقع علي بابا، علي إكسبريس، موقع تاوباو، موقع تيمول، موقع جو هوسوان، موقع إيتاو ومؤسسة فيلجي.
ومازالت شركات علي بابا تتوسع على مستوى العالم وتطور من ذاتها سعياً للوصول إلى القمة، بالرغم من تعرض المجموعة لفرض غرامة من قبل المديرية الصينية للتحكم بالسوق وذلك بسبب مخالفات لتشريع مكافحة الاحتكار، كما ورد في البيان "وفقاً لمادتي 47 و48 لقانون مكافحة الاحتكار الصيني، ومع مراعاة طابع مدة ونطاق نشاط شركة "علي بابا كروب" غير الشرعي، قررت المديرية فرض غرامة بنسبة 4% من قيمة المبيعات الداخلية للشركة في عام 2019 التي بلغت 455،712 مليار يوان، لتبلغ قيمة الغرامة 18،228 مليار يوان"، لكن اجراءات مكافحة الاحتكار المذكورة من قبل السلطات الصينية لم تكبح ابدا جماح العملاق الالكتروني الصيني وريادته لهذا النوع من التجارة الالكترونية في العالم أجمع.
