بغداد: مصطفى الهاشمي
لاقت مبادرة البنك المركزي للتحول إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة قبولا لدى عدد من المواطنين، الذين بدؤوا بنصب خلايا شمسية على أسطح منازلهم في الآونة الأخيرة، لاسيما بعد أن أعلن المركزي سعيه لإعداد ضوابط، مع الجهات المعنية، تلزم اصحاب المشاريع الاستثمارية السكنية بالاعتماد على المصادر المتجددة في تأمين جزء من الطاقة الكهربائية كشرط لشمولها بمبادرة البنك المركزي لتمويل مشاريع الإسكان.
ويقول المهندس الكهربائي ليث البدري إن: {هناك إقبالا ملحوظا، رغم ضعفه، من قبل المواطنين على نصب منظومات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، لضمان حصولهم على كهرباء مستمرة ومن دون انقطاع}.
وأضاف البدري لـ {الصباح} رغم {أني أعمل، الى جانب عملي في التأسيسات الكهربائية، كوسيط لدى شركة محلية مختصة بانتاج ألواح الخلايا الشمسية، لاحظت ومن خلال تقديمي (كارت التعريف الشخصي) لعدد من المواطنين، وجود رغبة لديهم في نصب منظومة كهربائية مستقلة خاصة بمنازلهم وغير مرتبطة بشبكة الكهرباء
الوطنية}.
واستدرك {لكن عندما يعرفون كلفة شراء ونصب المنظومة، فإنهم يترددون في قبول ربط كهرباء منازلهم على الطاقة الشمسية، علما ان عددا غير قليل منهم أبدى رغبته واستعداده لتحمل تكاليف شراء ونصب المنظومة، في سبيل استمرار تدفق الكهرباء الى بيوتهم من دون انقطاع، وتخلصا من مزاجيات أصحاب المولدات الأهلية اذا ما تأخر دفع اجور اشتراكهم
الشهري}.
أما رئيس مركز بغداد للطاقة المتجددة والاستدامة محمد شاكر فقد أبدى تأييده لمبادرة المركزي الداعمة لمشاريع الطاقة الشمسية في المجمعات السكنية، داعيا المواطنين الى {اعتماد هذه التجربة ونشرها كونها تحقق جدوى اقتصادية، لانها تنتج من مصادر طبيعية ولا تلوث البيئة}.
وأشار شاكر في حديثه لـ {الصباح} الى ضرورة نشر هذه الثقافة بين الجمهور، لاسهامها في تخفيف الاحمال على شبكة الكهرباء الوطنية، فضلا عن انها توفر مبالغ تدفعها الأسر من محدودي الدخل كأجور شهرية للمولدات الاهلية مقابل تزويدهم بالكهرباء}.
موانع التطبيق
بدوره قال الاكاديمي الاقتصادي الدكتور ماجد البيضاني : ان {الفكرة رائعة اذا ما تم تطبيقها بصورة صحيحة، وتم تجاوز مجموعة العقبات التي تقف حائلا امام انتشارها بين المواطنين}.
وأضاف البيضاني لـ {الصباح} ان {هنالك مجموعة من العقبات التي ينبغي معالجتها لانجاح تجربة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في المناطق الشعبية، التي ستسهم كثيرا في تخفيف الضغط على الكهرباء الوطنية في فصل الصيف}.
وبين أن {أبرز المعيقات لاستخدام الالواح الشمسية في المناطق الشعبية تتمثل بظاهرتين، الاولى ظاهرة (المطيرجية) الذين يلاحقون طيورهم برمي الحجارة عليها اذا ما حطت على أسطح الجيران، والثانية ظاهرة رمي الرصاص في الاعراس او المناسبات او في النزاعات
العشائرية}.