مصادرة شريحة {السيم كارت» خطر يهدد مستخدمي {السوشيال ميديا»

العراق 2019/02/23
...

بغداد/هدى العزاوي
 
مصادرة واعادة بيع شريحة "السيم كارت" من قبل شركات الاتصال من دون الاخذ بنظر الاعتبار التطور التكنلوجي،  تمثل خطرا كبيرا على مشتركي "السوشيال ميديا" الذين قاموا بتأسيس حساباتهم الشخصية عليها،  كما هو الحال لتطبيق "الفايبر، الواتساب والايمو" التي لا تقبل معظمها التغيير اذا ما كان مضافا الى رقم واحد، بالتالي سيكون عرضة للانتهاك من قبل المشترك الجديد اذا لم ينه المشترك السابق جميع ارتباطاته بـ "السوشيال ميديا".

وكشف مدير اعلام هيئة الاعلام والاتصالات حسين الزاملي في تصريح خاص لـ"الصباح"، عن ان شريحة "السيم كارت" تخصص وفق انظمة خاصة بسياسة الاتحاد الدولي للاتصالات، تدخل هذه الارقام دورة حياة لمدة سنة كاملة، ثلاثة اشهر، ستة اشهر الى سنة كاملة، لافتا الى انه بعد انتهاء هذه المدة وفي حال كون المشترك لم يستخدم هذه الشريحة فمن حق الشركة دوليا مصادرتها ومن ثم اعادة بيعها مرة اخرى كونها ملتزمة بدفع اجور سنوية عن كل رقم
للدولة.
واكد الزاملي يمكن لهذه الارقام من الناحية الفنية والاقتصادية ان تستنفذ اذا لم يتم استثمارها بالشكل الصحيح، اذ ان الهيئة لا تستطيع توفيرالنطاقات التي تغطي اجور المشتركين اذا ما كان كل فرد يحمل اكثر من رقم والشراء مفتوحا، بالتالي سينفذ هذا المورد المحدد، مشيرا الى انه سابقا  لم تكن الشريحة مرتبطة بالسوشيال ميديا لذا يجب على الشركات زيادة وعي المستهلك في حالة عدم استخدام الرقم والغاء جميع الارتباطات المتعلقة بالحسابات الشخصية واستخدامها بالطريقة الصحيحة، فالهيئة ليست لها سلطة على "الفيسبوك،  الواتساب" وغيرها من التطبيقات وما عليها الا الالتزام بهذه التوجيهات كانظمة 
دولية.
واوضح مسؤولو اعلام شركة زين في تصريح خاص لـ"الصباح"، ان آلية ضوابط ومصادرة شريحة" السيم كارت" واعادة بيعها خاضعة الى لائحة تنظيمية صادرة عن هيئة الاعلام والاتصالات (لائحة المشترك الفعال) التي مفادها مصادرة الخط بعد مرور سنة من اخر فعالية من الفعاليات المذكورة في لائحة المشترك، والاعتماد على مرفق اللائحة التنظيمية للمشترك الفعال في موقع هيئة الاعلام والاتصالات، منوهين الى انه قبل اتخاذ اية اجراءات تقوم الشركة بانذارالمشترك وارسال رسائل تنبيهية الى خطه قبل اعادة تدويره مرة اخرى، وايضا تحذف جميع المستمسكات المتعلقة بالمشترك الاول من برامج وأنظمة الشركة بعد إعادة بيع الشريحة ويتم حفظ نسخة منها في الأرشيف لأغراض قانونية وامنية، كما وتنصح شركة زين بمسح الرقم من التطبيقات وعدم ارتباطها بها قبل ان تتم مصادرته، وذلك للمحافظة على امن وخصوصية المعلومات الشخصية للمشترك، مضيفين أن  تعليمات هيئة الاعلام والاتصالات تنص على الاستخدام الأمثل لنطاقات 
الأرقام.
 
التطور التكنولوجي
ورأى مدير مكتب شركة مايكروسوفت ورد احمد عز الدين في تصريح خاص  لـ"الصباح"، تنتقل جميع التطبيقات عند بيع "السيم كارت" الى المشترك الجديد الذي سيتفاجأ بأن اكثر التطبيقات محملة مسبقا خاصة وان جميع الموبايلات الاندرويد مرتبطة بـ"الجي ميل"، بالتالي فان جميع الصور الشخصية ستنتقل الى الشخص الاخر ما ان يثبت الرقم،  كما هو الحال لتطبيق "الفايبر، الواتساب، الايمو وجزء من الفيسبوك" فكل هذه التطبيقات ترتبط بالرقم لاعادة تفعيلها ومعظمها لا يقبل التغيير اذا ماكان مضافا الى رقم واحد فقط، بالتالي ستنتقل ملكيته الى شخص اخر.
ومن جانبه افاد المستشار القانوني رامي الغالبي في تصريح خاص لـ"الصباح"، بان القوة الإلزامية لعقد بيع خطوط شركات الاتصالات في العراق تأتي من قوة قاعدة (العقد شريعة المتعاقدين)، اذ أن القوة الملزمة للعقد تعني أن الشروط التي اتفق عليها طرفا العقد هي الحاكمة بينهم وهي التي تراعى، لأنها جاءت نتيجة اتفاق إرادتين الأولى إرادة الموجب، والثانية إرادة القابل وبعد اتحادهما يظهر العقد الذي يمثل إرادتهم المشتركة، لذا فان بيع خطوط الهواتف الجوالة المملوكة للمستخدم من قبل الشركات مخالفة قانونية صريحة، فهذه الخطوط مملوكة بموجب عقد تندرج آلية استخدامها من الناحية القانونية للكيفية التي يرتأيها المستخدم اذ نصت المادة 1048 من القانون المدني العراقي على انه "الملك التام من شأنه أن يتصرف به المالك تصرفاً مطلقاً في ما يملكه عيناً ومنفعة وأستغلالاً ، فينتفع بالعين المملوكة وبغلتها ونتاجها ويتصرف في عينها بجميع التصرفات الجائزة" ومن خلال النص المتقدم نرى أن حق الملكية يقتضي كمال التصرف المطلق بهذه الخطوط، اذ يحق لمالكها أن يتصرف بها مطلقا بموجب بنود العقد حتى وأن كان هذا التصرف يتمثل في عدم استخدام هذا الخط لفترة من الزمن.
 
جرائم الكترونية
وبين المواطن محمد عبد الكريم، تعمد بعض شركات الهاتف النقال الى اعادة بيع الخطوط المتوقفة بعد مضي اشهر من توقفها امر بالغ الخطورة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار استخدامها على مواقع التواصل الاجتماعي  مما يجعلها عرضة للانتهاك ووسيلة سهلة للابتزاز الالكتروني، لذا يجب عدم التخلي عن الارقام التي تستخدم في عمل الحسابات الالكترونية او الاسراع باستبدالها برقم جديد  قبل اعادة تدويره وبيعه من قبل
الشركة.
وقال الطالب هشام منصور لـ"الصباح": بعد شرائي شريحة من قبل احد المراكز الخاصة ببيع الخطوط "السيم كارت" واستخدام الرقم  وردتني عدة اتصالات ومن ارقام متفرقة يسألون بها عن صاحب الرقم، وظل الامر على هذا الحال لمدة شهر الى ان فعلت برنامج "التيلكرام" واذا بشخص يداهمني بعدة اسئلة اولها عن كيفية حصولي على الرقم الذي هو بالاصل كان يعود اليه طالبا اتلافه مقابل مبلغ مالي كون اغلب برامجه مثبتة على هذا الرقم اولها الفيس بوك، وفعلا عملت على اتلافه من دون اي مقابل، ولكن هل سيستطيع هذا الشخص مستقبلا اقناع من سيشتري الرقم مرة اخرى بعد اصداره من الشركة واتلافه من دون اية مشاكل.