تنمية المهارات

اقتصادية 2021/08/08
...

ياسر المتولي 
نلاحظ ان هناك ظاهرة تتوسع بشكل لافت تتعلق بتاسيس كروبات علمية وفنية، تعنى بتنمية المهارات المهنية والاكاديمية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وحقيقة جذبتني هذه الظاهرة ولفتت انتباهي كونها من الظواهر الايجابية في استخدامات الفيس لذلك استهوتني لتناولها.
قبل ثلاثة اعوام كتبت مقالاً حمل عنوان (ندرة المهارات) تطرقت فيه الى تناقص المهارات المهنية الفنية بسبب الاحداث، التي مرت بها البلاد من حروب ومشكلات قادت الى هروب الجزء الاعظم من المهارات عدا تاثيرات التطورات التكنولوجية، التي اكتسحت قسماً منها وأسباب اخرى. لذلك أثارت عناوين الكروبات التي تعنى بتنمية المهارات، اهتمامي وذلك لحجم الذكاء الذي يتمتع به مؤسسو هذه المنصات، وذلك حين تناقش الموضوع من ناحية ما الذي يجنيه. 
المتطوع بتقديم الـ (نو هاو) الخبرة التي يتمتع بها مجاناً في عصرالماديات، التي لا يوجد فيه شيء من دون ثمن ( بلاش) حتى ابسط الحاجات الماء على سبيل المثال.
ويبدو أن منشئي هذه الكروبات من الحذاقة استطاعوا من خلالها تسويق انفسهم بشكل مثالي، لأن من يمتلك مهارات التدريب يعد عملة صعبة في هذه المرحلة وتحتاجه ليس فقط الشركات الناشئة، انما كبريات الشركات العالمية  التي تحتاج لهذه الخبرات والكفاءات.
هذه الجزئية اختزلتها في مقالي هذا لتاكيد مقال سابق لي بهذا الخصوص، بشأن الكفاءات التطبيقية ومصممي البرامج ومنفذيها على الحواسيب، وما اكثرهم في العراق لكنهم بحاجة لمن يسوقهم لسوق العمل.
وهكذا تأتي هذه المبادرات وأقصد (الكروبات) لتكون أفضل وسيلة لعرض المهارات المكتسبة.
وهنا أود تبيان فوائد التفاعل مع مثل هذه الكروبات المهمة، انها أفضل وسيلة لاستعراض الخبرات للحصول على فرصة عمل خصوصاً، إن الآلاف الخريجين يبحثون عن فرص يمكن ان تتحقق هنا.وبذلك تسهم هذه المبادرات في تعميق ثقافة عدم التعويل على الدولة في توفير فرص عمل لهذا الكم من الخريجين. 
هنا ندعو الحكومة لتبني ودعم مؤسسي هذه الكروبات لأنها تخفف عنهم زخم المطالبات بفرص عمل تعجز عن توفرها، وكذلك لا بد من توفير امكانات وكفاءات الدولة وتوجيهها للاسهام باشاعة مبادرات مماثلة لتنمية المهارات المختلفة، وكذلك دعم القطاع الخاص وفسح المجال له بتسهيلات سواء بالقوانين واجراءات الاقراض والتمويل المشجع، ومن دون فوائد لاستيعاب الكثير من الكفاءات الشابة العاطلة.ولعل من المفيد الاشارة الى ان المهارة تتقدم حتى على اعلى الشهادات عند اختبارات فرص العمل في سوق العمل في الدول الكبرى.وهنا حاشا أن أقلل من اهمية الشهادات الرصينة، التي يحصل عليها الطالب المجد والمثابر انما يفضل معها من يمتلك المهارات المطلوبة في عصرالتطبيقات الالكترونية، التي تتسارع في دول العالم بشكل مذهل لكننا للاسف في ذيل الدول في هذا المجال.
الخلاصة والانطباع الذي خرجت به هوان بلوغ الاهداف والمهنة والعمل المناسب يكمن في امتلاك المهارات الفنية والاكاديمية من اجل ذلك، لا بد من أن نثني على جهود مؤسسي الكروبات العلمية المختلفة ونرفع القبعة لكل جهد مخلص ومتطوع اصيل حتى ولو كان يسوق لنفسه.