التهمت الملايين من الهكتارات حرائق تهدد اقتصادات دول كبرى

اقتصادية 2021/08/10
...

 عواصم: وكالات 
تكافح فرق الإطفاء حول العالم لمواجهة النيران في حرائق تلتهم الغابات في دول عدة. إذ أعلنت امس الاثنين وكالة الفضاء الأميركية، أن دخان حرائق غابات الشرق الأقصى الروسي، ولأول مرة في التاريخ يصل إلى القطب الشمالي. وتشير الوكالة، إلى أنه بسبب كثافة الدخان أصبحت مساحة واسعة من الأراضي الواقعة ضمن حدود المنطقة القطبية غير مرئية.
 
وجاء في بيان الوكالة، «اجتاز الدخان الناتج من حرائق الغابات خلال أسبوع أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر من ياقوتيا ووصل إلى القطب الشمالي، وهذه على ما يبدو، أول حالة، من هذا القبيل تسجل في التاريخ».
ويذكر، أن النيران تشتعل من ثلاثة أشهر في غابات مقاطعة ياقوتيا، ووفقا لتوقعات خبراء الأرصاد الجوية، وللأسف لا ينتظر هطول الأمطار في المنطقة خلال الأيام المقبلة، وقد بلغ عدد الحرائق المسجلة رسميا 155 حريقا منتشرة على مساحة ثلاثة ملايين و355 ألف هكتار.
في حين تشهد «عاصمة كاليفورنيا الزراعية» ظاهرة غريبة تطال المدينة التي بدأت تغور شيئا فشيئا في الأرض.
 
المياه الجوفيَّة
وكانت هذه البلدة ومنذ القرن الماضي تستخدم لمزارعها المياه الجوفية لريّ حقولها الشاسعة التي توفر القوت للبلد برمّته. 
إذ استخرجت هذه المياه بشدّة لدرجة باتت الأرض تغور، كما لو كانت عيدان تمتصّ كلّ مياه الطبقة الجوفية، بحسب ما قالت عالمة الهيدرولوجيا آن سنتر لوكالة فرانس برس.
وبالكاد يتجلّى هذا الانغماس للعين المجرّدة، فلا تشقّقات على الأبنية التي تميّز المدن الأميركية الصغيرة ولا تصدّعات كبيرة. ولتقييم هذا الانغماس، لجأت سلطات كاليفورنيا إلى خدمات وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) التي مسحت المنطقة بواسطة قمر اصطناعي.
 
الزراعة المكثّفة
وكان يُظهر موكب الشاحنات المحمّلة بالقطن والطماطم والبرسيم التي تخرج من هذه البلدة، إذ تعيش 20 ألف نسمة على الزراعة والتي تظهر إلى أي مدى تأثر مصير كوركوران التي كانت مرتبطة بالزراعة المكثّفة. 
وغارت كوركوران في الأرض “بما يوازي منزلا من طابقين”، وذلك في خلال مئة عام، وفق ما تؤكد جانين جونز من وكالة إدارة المياه في كاليفورنيا.
وتجدر الإشارة الى ان مياه الأمطار لا تزال بعيدة هذه السنة التي يسودها جفاف مثير للقلق يفاقمه التغير المناخي. وقد حوّل الجفاف بستان الولايات المتحدة إلى حقل غبار بنيّ اللون، ما دفع السلطات إلى وقف المساعدات المقدّمة للمزارعين.
وفي إيطاليا وتزامنا مع ثالث أكبر حريق في تاريخ ولاية كاليفورنيا الأميركية. وفي تركيا ساعدت الأمطار في احتواء بعض منها، في حين تم إجلاء آلاف السكان باليونان من منازلهم.
 
مساحات شاسعة
وتواصل السلطات الإيطالية عمليات إطفاء حرائق الغابات المستمرة منذ عدة أيام بأجزاء مختلفة من البلاد، إذ قامت فرق الإطفاء بأكثر من 370 تدخلا في جزيرة صقلية جنوبي البلاد التي اجتاحت الحرائق مساحات شاسعة من غاباتها، وألحقت أضرارا مادية ببعض المنشآت على ساحل 
الجزيرة.
كما تحاول فرق الإطفاء الحد من انتشار النيران في غابات منطقة كلابريا جنوب إيطاليا، فبعد أكثر من أسبوع من اندلاعها التهمت هذه الحرائق مساحات شاسعة من الغابات، وتسببت بمقتل شخصين في إحدى مزارع {سان لورينزو}.