ورش ومعامل النجارة المحليَّة تحتضر

اقتصادية 2021/08/11
...

 الصباح: نافع الناجي
في سوقٍ مزدحمة تسودها الفوضى وتباين القوانين وعدم وضوح الرؤية، اضطر المئات من أصحاب الورش ومشاغل النجارة العراقية الى غلق أبوابهم وتسوية أعمالهم بعد خروجهم عملياً من منافسة غير متكافئة مابين المستورد الرخيص والمنتج المحلي الذي يمتاز غالباً بجودته وعمره الطويل.
ذائقة الزبون
يقول محمد العبيدي صاحب ورشة نجارة تعمل منذ قرابة (30 عاماً) وأغلقت ابوابها مؤخراً، إن {ظاهر الاثاث المستورد وألوانه الخارجية براقة 
وزاهية، لكن جوهرها لايصمد أبدا امام ظروفنا الجوية من حر ورطوبة، ولا أمام كثرة تنقلات الأسرة العراقية من بيت لآخر وطرق أبواب الايجارات، مما يسهم بخلخلة الاثاث واندثاره 
سريعا}.
مضيفاً: {صحيح ان المستورد يجتذب ذائقة الزبون العراقي ويدغدغ محفظته}، لافتاً الى ان {المستورد سهل وسريع التركيب والنصب، وايضاً رخيص الثمن وتصاميمه جميلة وحديثة تحاكي الموضة}، مستدركاً: {لكن متانته لاتقارن أبداً بصناعتنا الوطنية المعروفة بجودتها ومتانتها وأنواع الاخشاب التي 
نستخدمها}. 
اندثار الحرف
 
لايبدو أن ورش الأثاث المنزلي هي وحدها التي عانت من طائلة الاستيرادات العشوائية، فحتى دكاكين تصنيع مقابض المستلزمات المنزلية والزراعية والشعبية، لحقها الضرر وأغلقت الكثير منها.
يقول حامد الأعرجي ، ان {الصينيين لم يتركوا شيئا لم يشتغلوه او يقلدوه، فحتى المناجل والمعاول والأزاميل صاروا يصنعونها خصيصا لمنطقتنا العربية 
والشرق أوسطية}، مضيفاً: {لم يعد المزارع يأتي الينا لشراء مقبض للمروّاح او عصاة لرفش الزراعة، وانما يشتريها جاهزة من مستوردي
العدد}.
 
لم تعد مجدية
برر حسين عبد الرحمن غلقه لورشته الحرفية، ان {إيراداتنا لم تعد تكفي لدفع الايجارات والرسوم التي ترتفع بمرور الوقت، فضلا عن غلاء اسعار المواد والخامات الاولية من أخشاب وغراء ودهانات وأصباغ}، مضيفاً: {بعد رفع اسعار الدولار بنسبة الربع تقريبا صدمنا بصعود أثمان بعض السلع الداخلة بعملنا الى نحو 50 %، وبعضها تضاعف بنسبة تصل الى 
100 % أو أكثر، فلم تعد هناك جدوى من الاستمرار بتحمل الخسارة}، مشيراً الى أن {رفع أسعارنا سيجعل المواطن يذهب مباشرة للمستورد حتى لو كانت رغبته بالمنتج
الوطني}.