نادي الحرفيين تجربة رائدة

اقتصادية 2021/08/14
...

ياسر المتولي 
 
يعدّ قطاع البناء والتشييد احد ابرز القطاعات الاقتصادية، وهو يحظى باهتمام خبراء الاقتصاد والباحثين والمهتمين في دراسات الجدوى الاقتصادية والاهمية النسبية للحرفيين في تنشيط هذا القطاع الحيوي.
ومعروف عن العراق أنه كان يمتلك من الخبرات الفنية  عالية المستوى من حرفيي قطاع البناء والتشييد، إلا أن  الحروب والاحداث  التي شهدها العراق خلال العقود الأربعة الأخيرة أدت الى تناقص وتسرب اعداد كبيرة من هذه الخبرات الفنية، خصوصاً في مجال حرفيي قطاع البناء والتشييد بسبب تعطل البناء والاعمار في العراق خلال تلك الحقبة الممتدة منذ الثمانينيات وحتى القضاء على عصابات داعش.
فبدأ قطاع التشييد ينهض من جديد وبانت ملامحه من خلال تصاعد الابنية الخدمية، المولات والمساكن الفارهة على سبيل المثال.
والآن بادرت إحدى شركات القطاع الخاص المتخصصة  باحد جوانب قطاع التشييد والبناء وهي من بقايا إرث هذا القطاع الحيوي بتشكيل نادي أطلس للحرفيين، يضم نخبة واسعة من حرفيي المحافظات. 
يهدف الى تنشيط هذه الحرفة عبر برنامج متطور في مجال تنمية مهارات الحرفيين، من خلال تنظيم فعاليات تدريبية في الجوانب الفنية ذات الصلة بالتشييد والبناء داخل العراق وخارجه.
وقد شهد الاسبوع المنصرم إقامة احتفال بتأسيس النادي، بحضورعدد من المسؤولين رفيعي المستوى من المنظمات الرسمية، وجمع غفير من رجال الاعمال والتجار، تمت خلاله مراجعة الانجازات التي حققها النادي لاعضائه، وكذلك تم تكريم عدد من الاعضاء المتميزين في مجال ادائهم ونسب انجازاتهم في قطاع التشييد.
هذه التجربة الغنية هي من نتاج التفكير المتواصل للقطاع الخاص العراقي الذي يقوده شباب طموحون استطاعوا من خلالها إعادة وإحياء الإبداع الحرفي في البلد، ويأتي متزامناً مع مرحلة البناء الجديد التي بدت بوادرها تتضح، ولو بنسب قليلة تنحصر بمشاريع خدميّة، إلا أنها تعد مشجعة للاعداد والتهيؤ للمشاريع الستراتيجية التي من المؤمل المباشرة بها في المستقبل القريب، مع افتراض تحقيق الاستقرار الاقتصادي المنشود. ويأتي هذا المقال مكملاً لسابقه وذا صلة في مجال تنمية المهارات الفنية التي اشرنا اليها، وجدير بالذكر أن نادي أطلس للحرفيين يضم مئات الاعضاء ومن جميع محافظات العراق.
الخلاصة التي خرجنا بها هي أن لامناص من إعطاء  القطاع الخاص فرصته للابداع، ولا يمكن من دونه تحقيق التنمية الاقتصادية المطلوبة، وعليه لا بد من دعمه بقرارات واجراءات تنظيمية وتسهيلات تساعده في تقديم مزيد من إبداعه.ونعتقد أن مثل هذه النوادي الفنية المتخصصة تبلغ من الاهمية بمكان، لتحقيق هدفيين اساسيين؛ اولهما توفير فرص عمل لشريحة مهمة من الشباب العاطل،  وثانيهما اكتشاف واحتضان مواهب ومهارات مغمورة لم تجد لها صدى خارج هذه التجمعات التخصصية الفريدة، فجاء النادي فرصة لتسويق هذه المهارات لسوق 
العمل.
 من أجل ذلك أجزت لنفسي وصف نادي الحرفيين بالتجربة 
الرائدة.