البحث عن الملاذ الآمن

آراء 2021/08/22
...

 عادل جبار عليوي
 
تسعى اغلب بلدان العالم المتقدم لتقديم الرفاهية لمواطنيها وتوفير سبل العيش الكريم لهم دون ادنى مِنةٍ تُذكر او حتى مساسٍ بكرامتهم، يقاس تقدم هذه الأوطان برفاهية شعوبها ومستواهم الفكري والمعاشي، كما إن للدول العربية وليس الغربية فقط حلما للرفاهية كما يحلم جميع سكان بلدان العالم التي تجعل للإنسان قيمةً عُليا في مواثيقها 
ودساتيرها.
يختلف الوضع بشكلٍ جذري في العراق، في ظل الاوضاع غير المستقرة اجتماعيا وصحيا واقتصاديا وانعدام الخدمات الاساسية لأبسط مقومات الحياة الطبيعية أوسوء المُقدم منها للمواطن العراقي، وعلى وجه التحديد تلك الاوضاع السياسية والامنية التي إجتاحت البلاد خصوصا في السنوات الاخيرة وتفاقمت فيها الاوضاع الاقتصادية 
والمعيشية 
تضافرت كل هذه الظروف وانعكست على نفسية المواطن العراقي الذي بدأ يفكر عن حلول لاوضاعه، خصوصا لدى فئة الشباب فكانت فكرة «الهجرة» التي يعتقدون او متيقنين انها الخلاص الوحيد من البطالة وانعدام فرص 
العمل .
كانت المواطنة عنوانا رفيعا تربت عليه لأجيالٍ تلو اجيال وقرأت الكثير عنه لكن لم يدرك الذي يقتات فتات يومه من الارصفة، بعد انهى حياةً جامعية كان والداه يحلمان بها لينتظر دوره في مسطرِ العمال تحت لهيب الشمس العراقية، تتخلى قيم المواطنة عن المواطن حينما لا يجد ما يسد به رمق يومه وتخلع المواطنة اصولها حينما تُطحن احلام الوطن في رحى الساسة ورجالها والوانها لترتفع اكف الامهات بالتضرع والدعاء لأولادهن عسى ان يجد احدهم فرصةً للبحث عن ملاذ 
آمن. نقولها لا احد قادرا على منعِ الهجرة الجماعية لأولادنا. لذا ترتفع الدعوات للجهات المسؤولة عسى ان يتم تدارك الامور التي وصلت الى منزلقٍ خطيرٍ جدا، اذا ما استمر الوضع على ماهو عليه، خصوصا هجرة الشباب والكفاءات العلمية خارج البلاد وعليه ان تتشاطر كل الجهات ذات الصلة من منظمات مجتمع مدني ومؤسسات الدعم الحكومي، لتوفير بيئة عيش كريمة تضمن حقوق المواطن واهمها العيش الكريم وفرص العمل التي تحفظ كرامة
 الانسان.