السياسة الخارجيَّة العراقيَّة

آراء 2021/09/05
...

 اياد مهدي عباس 
الأحداث الإقليمية والدولية الساخنة وضعت العراق أمام مسؤولية رسم خارطة سياسية وبناء علاقات دبلوماسية متزنة وحكيمة، تجعله على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لتجنب الوقوع في فخ سياسة المحاور المتصارعة، وليكون العراق منطلقا للحوار والسلام، بدلا من ان يكون ساحة للصراعات الإقليمية والدولية
ولا بد من الإشارة الى حقيقة مهمة وهي ان السياسة الخارجية العراقية منذ 2003 سعت الى انتهاج سياسة جديدة من اجل محو الصورة السيئة، التي خلفتها السياسات العدوانية للنظام السابق، والتي أسهمت في وضع العراق في اكثر من مأزق مع اكثر من دولة، وتسببت في عزل البلد عن المحيط الخارجي وتلقيه عقوبات اقتصادية ابعدته عن موقعه ومكانته الاقليمية والدولية.
ومن اجل هذا جاءت الدبلوماسية العراقية الجديدة لتخطو خطوة كبيرة باتجاه استعادة العراق، لدوره الريادي في حل مشكلات المنطقة عبر عقد المؤتمرات وتبادل الزيارات مع دول العالم، لبلورة رؤية جديدة وموحدة تكون مرتكزا لصناعة السلام والامن والاستقرار في المنطقة
والعالم.
وكما يعرف الجميع ان منطقة الشرق الاوسط تشهد احداثا ساخنة وكان العراق في السنوات الاخيرة ساحة لتصفية الحسابات بين اطراف اقليمية ودولية، ولهذا نجد أن السياسة الخارجية العراقية قد انطلقت في مسار زمني صعب للغاية، وقد مثل تحديا اضافيا لانه جاء ضمن تحولات واحداث سياسية عربية وعالمية كبيرة، كظهور الارهاب واحداث الربيع العربي ونشوب حروب اقليمية كحرب اليمن وازمة لبنان وليبيا ودول اخرى، اضافة الى الازمات الصحية كجائحة كورونا والكوارث الطبيعية، الامر الذي جعل العالم بحاجة الى الحوار الدبلوماسي بما يضمن الاستقرار والتكامل الاقتصادي بين دول المنطقة والعالم، وبما يجنب العالم المزيد من التوتر والحروب والخسائر البشرية 
والمادية. 
في الختام نقول بان العراق قد تجاوز فترة عصيبة من العزلة الدولية، واصبح منطلقا للتحاور بين الاطراف ووسيطا ناجحا لحل الازمات، لأنه اصبح يراعي مبادئ حسن الجوار ويلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويعتمد في علاقاته على الاحترام المتبادل ومراعاة المصالح المشتركة، ملتزما بذلك بالقوانين الدولية والقيم الانسانية
 العليا.