خدمات الطوارئ تتدهور في بابل ومختصون يعزونها إلى قلة التخصيصات

العراق 2021/09/07
...

 الحلة: جنان الاسدي
 
ابدى مُراجعو المستشفيات في بابل تذمرهم من تراجع مستوى الخدمات الطبية في العيادات واقسام الاسعاف والطوارئ، في وقت عزا فيه متخصصون في دائرة الصحة ذلك الى نقص الاطباء وقلة التخصيصات المالية والتشابك في المسؤوليات.
وقال لفيف من المرضى والمراجعين لـ"الصباح": ان"الخدمات الطبية المقدمة في ردهات الطوارئ تكاد تكون معدومة، مع وجود اكتظاظ في اعداد المراجعين وشح الاطباء، اذ يتواجد في هذه الردهات غالبا الاطباء المقيمون المتخرجون حديثا ولا توجد لديهم الخبرة الكافية نتيجة غياب الطبيب المختص لتشخيص الحالات المرضية".
وابدى المواطنون "استياءهم من واقع الخدمات الطبية في اقسام الطوارئ"، داعين الى "ضرورة وضع حل للنهوض بالواقع الصحي لاسيما ان هناك زيادة في عدد السكان وتراجعا في مستوى الخدمات يؤثر بشكل سلبي ومباشر في صحة وسلامة المرضى".
بدورها، قالت اخصائية طب طوارئ في قسم العمليات بدائرة صحة بابل الدكتورة بسمة خضر شاكر لـ"الصباح": ان "انعدام تطبيق التصنيف الطبي وقلة التخصيصات المالية يعدان من ابرز مشكلات ومعوقات عمل الطوارئ في المؤسسات الصحية".
وبينت ان "التصنيف الطبي يعني غربلة الحالات المرضية وتشخيص الطارئة منها والباردة ومنع الزخم الحاصل على الطوارئ، اما قلة التخصيصات فقد اثرت في توفير الادوية والعلاجات والاجهزة التشخيصية وشحتها تعني التأثير في مستوى وحجم الخدمة بالشكل الذي يثقل كاهل المريض وعلاجه". 
وذكرت ان "من المعوقات الاخرى التي يواجهها قسم الطوارئ تشابك المسؤوليات وعدم احترام رأي الاختصاص بالشكل الذي ينظم العمل ويمنع نقل الملاكات المتدربة على عمل الطوارئ في الوقت الذي نحتاج فيه الى زيادة مستوى وفاعلية التدريب لرفع مهنية وكفاءة العاملين في هذا الاختصاص لانه يتعامل مع الحالات الحرجة التي تحتاج الى تداخل طبي سريع وعمليات جراحية طارئة بمهنية واحترافية لانقاذ حياة المرضى". 
واشارت شاكر الى ان "الدائرة خصصت اجهزة نداء لاستقبال اتصالات المرضى في كل مستشفى وبمساندة عجلات الاسعاف الفوري لنقل الحالات على وجه السرعة، وكذلك تعزيز وعي المواطن في التعامل مع المؤسسة الصحية".
من جهته، قال مدير طوارئ مستشفى الحلة التعليمي الدكتور  علي جليل الصايغ لـ"الصباح": ان "قسم الطوارئ يقدم خدمات الرعاية الصحية للحالات الطارئة والحرجة بشكل متساو وغير مجدول للمرضى المحتاجين للتدخل الطبي السريع كالحوادث وإصابات العمل والصعق والحرق والطلق الناري والغرق والنوبات والجلطات القلبية وامراض الباطنية والإسعاف الأولي للجروح للكبار والصغار".
وتابع انه "على الرغم من زخم مراجعي الطوارئ وتشعب الحالات المرضية، الا ان الخدمات تقدم بالقدر الممكن من الجهد لإسعاف المصابين المرضى وهذا الامر يحتاج الى المزيد من الدعم المادي والبشري لديمومة وجهوزية الطوارئ والارتقاء بعملها". 
واكد الصايغ ان "المؤسسة الصحية تعاني من نقص في الامكانيات وقلة التخصيصات ما اثر بشكل سلبي في سير الخدمة الصحية".
ولفت الى "الحاجة لاجهزة تشخيصية وأدوية وعلاجات للحالات الطارئة ومقدرة طبية لإجراء التداخلات الجراحية العاجلة والمنقذة للحياة وثقافة المواطن تتعاون مع جهد المؤسسة الصحية المتمثلة باستعلامات مهنية".
ونوه "بمرافقة المرضى المراجعين للمستشفى عدد من ذويه، تغص بهم ردهات العلاج وتسبب الفوضى والإرباك وتصل الى حد التجاوز على الملاكات العاملة في الطوارئ ما يعكر صفو العلاقة بين الطبيب والمريض".