11 أيلول بعد عقدين

آراء 2021/09/11
...

 حسين علي الحمداني
 
بعد عقدين من الزمن على أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 هنالك أكثر من قراءة لهذه الأحداث، التي استثمرتها أميركا بشكل كبير جدا، عبر الكثير من حروبها في العالم تحت بند مكافحة الإرهاب وكانت حرب أفغانستان في 2001 هي البداية التي أنهت حكم حركة طالبان آنذاك، وبعد عقدين من الزمن تعود هذه الحركة لحكم البلد فور انسحاب القوات الأميركية منه، ووجهت هذه الحركة رسائل عدة لجوارها الإقليمي وللعالم على أنها تختلف كثيرا عن طالبان القديمة، فالحركة الآن لا تمانع من قيام علاقات مع أميركا والغرب وتحاول كما يبدو أن تبعث برسائل إيجابية للعالم ربما من أجل التمسك بالسلطة وتقوية شوكتها، خاصة أن ما تركته أميركا من أسلحة وبنى تحتية في أفغانستان، ربما يساعد طالبان على إدارة دولة غير تلك التي سقطت قبل عقدين بيد أميركا.
وربما نجد أن نظرة طالبان للعالم الآن تختلف عما كانت عليه قبل عقدين من الزمن، فهي فقدت السلطة آنذاك بحرب خاطفة واستعادت السلطة بعد عشرين عاما بحرب خاطفة وبلا خسائر، وبالتالي سقطت المدن الأفغانية بسهولة كبيرة جدا والكثير من المتابعين استغرب هذا السيناريو وعملية انهيار القوات الأفغانية مع غياب الدعم الأميركي 
لها.
وبالتالي سنجد أن استذكار أحداث 11 أيلول 2001 هذا العالم تختلف كثيرا عما سبق في السنوات الماضية، سواء في الداخل الأميركي أو خارجه وربما سيسأل البعض عن معنى الحرب الطويلة في أفغانستان، وهل تمكنت واشنطن من ترويض طالبان وإنتاج أخرى بطبعة جديدة يمكنها التعايش مع العالم المختلف عنها تماما؟ يبدو الأمر للكثير من المتابعين أن الأمر يسير بهذه الصورة حتى هذه اللحظة والتصريحات الأميركية بهذا الخصوص تبدو هي الأخرى تحاول الترويج لذلك.
من هنا نجد أن 11 أيلول في عامنا هذا مختلف تماما، فالكثير من الأميركيين سيوقدون الشموع للضحايا ويستذكرون ضحاياهم، وفي الوقت نفسه عيونهم ترقب كابل، التي عادت طالبان لحكمها بعد أن غادرها آخر الجنود 
الأميركان.