حاءٌ... سينٌ... ياءٌ... نون

ثقافة 2021/09/12
...

  رضا المحمداوي 
 
هل كانَ قد ماتَ 
يومَ تلاطمت الدماءُ 
بالدماء...
واختنقت الرياحُ 
وراحتْ تبحثُ عن شهيق؟
أمْ أنهُ ذَهَبَ 
ليستريحَ عند جذعِ نخلةٍ 
فهوَّمتْ عيناهُ
وقد وَقَعَت الجراحُ 
على الجراح 
في جسدهِ
المُعَطّر بالقداسةِ والأنوار
واستطال النزفُ فيها 
وما زال ينزفُ
في مستشفى التأريخ 
أوجَعَ روحَهُ
ظمأُ السنين العوجاء 
وانحرافُ الفرات 
عن طبع الماءِ القديم 
فحالَ بينهُ وبينَ شربة الارتواء 
بحرٌ من الدماء 
توكأَ على نفسِهِ 
وقد أضحى غريباً 
بعدَ أنْ ضجَّتْ الظهيرةُ بالنشيج 
وَقَطَعَ بنو أُميَّة الطريق 
بسيارةٍ مفخخةٍ 
فتطايرتْ جثثُ أهلهِ وأصحابهِ 
قرابين لوجه الله 
وَهُم في طريقهم إلى كربلاء
حيث ما زالتْ المعركةُ تدورُ 
حتى الآن .. 
مضى وحيداً فريداً 
يجمعُ ما تناثرَ من أشلاء القتلى 
ويعزَّي نفسَهُ
بوصول سيَّارات الإسعاف 
لإنقاذ ما تبقّى 
من آمال جريحة 
ألمْ يقلْ كلمتَهُ
منذ آلآف السنين 
فلماذ يضعونَ كاميرات البث المباشر 
في كلِّ مكان 
بانتظارِ تصريحٍ منهُ ... 
أو بيان .. 
......... أو لقاء 
هي لاؤهُ وقد قالها 
في صحراء الفساد 
فارتجَّت الأزمان لها 
وما زالَ يتردّدُ صداها 
في المدى:
حاؤهُ .. حاءُ الحبِّ 
الذي مَلَكَ به القلوب 
سينهُ .. سينُ السنا 
وهو يبهرُ الأبصار
ياؤهُ ..
ياءُ النداء 
حيث تصيحُ الحشود
باسمهِ الذي لا يموت 
نونهُ ..
نونُ الكينونة
التي بدونها لن نكون.