محو الأميَّة وحملة «ما أترك المدرسة»

آراء 2021/09/13
...

 محمد صادق جراد
اطلق المجلس الثقافي البريطاني العامل في العراق حملة «ما اترك المدرسة» من اجل حث المؤسسة التربوية على استقطاب التلاميذ المتسربين والعمل على عودتهم الى المدرسة. ولقد اطلق المجلس الثقافي البريطاني هذه الحملة بعد ان ادرك وفق دراسات دقيقة بأن الأمية خطر يهدد التنمية الاجتماعية والاقتصادية في اي رقعة جغرافية
وشملت الحملة ندوات تثقيفية ومبادرات ودورات تدريبية ونشاطات تربوية مختلفة، هذه الحملة تأتي لتتماشى مع حملة محو الامية التي اطلقتها الحكومة العراقية قبل سنوات عديدة ولم تحقق الهدف المطلوب بسبب الظروف الاقتصادية وقلة التخصيصات للمؤسسة التربوية ولوزارة التربية، الامر الذي جعلنا امام تفاقم وارتفاع في نسبة الامية وعدد المتسربين من المدارس في العراق بالرغم من انه البلد الذي علم البشرية القراءة والكتابة.
الحملات والمبادرات التي قادتها الحكومة والمجلس الثقافي البريطاني لم تحقق هدفها بالكامل بسبب المشكلات والمعوقات الكثيرة والكبيرة التي يعاني منها قطاع التعليم، واهمها نقص وتهالك الابنية المدرسية وغياب التدريب والتطوير للمعلم والمدرس، وقلة الدعم لقطاع التعليم في الموازنات العامة للدولة.
ولا بد من الاشارة هنا الى ان الامية هي مظهر من مظاهر التخلف بل هي اهم اسبابه، وان القضاء عليها يسهم في تحرير العقل البشري من الاوهام والجهل الذي يكبل الانسان ويجعله غير قادر على اطلاق امكاناته الابداعية، فضلا عن ان التعلم ومحو الامية يعمل على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية لاي مجتمع يعتمد على العلم ويبتعد عن الاباطيل والخرافات والجهل، فالأمية تقف عقبة في طريق تحقيق التنمية البشرية في اي دولة، وبالرغم من توفر الإمكانات المادية والبشرية في العراق الا ان تزايد أعداد الأشخاص الاميين لا سيما في المناطق الريفية والنساء والمجموعات المهمشة يجعل تحقيق التنمية هدفا صعب التحقيق. 
ولهذا نقول بأن الحكومة العراقية اليوم امام مسؤولية كبيرة لدعم مشروع وحملة محو الأمية باعتبارها آفة خطيرة تهدد المجتمع، وعلينا ان نضع الخطط الستراتيجية والحرص على مشاركة القوى المدنية والاكاديمية والمؤسسات الثقافية في هذه الحملة الوطنية لانتشال المجتمع من آفة خطيرة تهدد مستقبل البلاد.