أمراض العصر

آراء 2021/09/15
...

  آية حسين 
 
تحت أشعة الشمس اللاهبة يفترش مئات الشباب الشوارع ما يعرف بـ(ساحات المسطر) بحثاً عن عمل يوفر لهم القوت اليومي، بينما يتجول البعض الآخر في ازدحام السيارات وهم يحملون المناديل وقناني الماء ليقوموا ببيعها على أصحاب السيارات، حتى يتسنى لهم الحصول على حاجتهم وحاجة أسرهم المعيشية في الظروف الاقتصادية الصعبة، بعدما غابت فرص العمل تماماً، وأصبحت الوظيفة حلماً صعب المنال في ظل انتشار شبح 
الوساطة.
الشباب باتوا لا يكلفون أنفسهم البحث عن الوظائف، ليقينهم بتفشي مفهوم توظيف الأقارب وتفضيلهم بسبب قرابتهم وليس كفاءتهم، فقد أصبح الشخص غير المناسب في المكان المناسب، إذ يسند العمل الوظيفي لشخص لا يستحقه ولا يتناسب مع إمكانياته وخبراته، فحين يقوم عدد من الاشخاص بدفع مبلغ من المال، اي ما يعرف بـ (الرشوة) مقابل الحصول على وظيفة في المكان الذي يرغب به، بعيداً عن تحصيله الدراسي، ما ادى الى انعكاس الكثير من الاثار السلبية اولها الفساد المالي والادراي وهدم القطاعات المهمة داخل الدولة، كالأضرار بالقطاع الصحي والتعليمي والغذائي، فضلاً عن ازدياد حالات الاكتئاب والضغوط النفسية، اضافة الى الظلم والتهميش اللذين يتعرض لهما أبناء المجتمع، حيث يشعرون داخل وطنهم كأنهم غرباء مما يدفعهم الى الهجرة للخارج، كي يتمكنوا من تحقيق اهدافهم واحلامهم، التي لم تتحقق في ظل انتشار هذه الجرثومة الخطيرة، التي هدت الوطن والروح الوطنية، وأدت الى ضياع الفرص امام الشباب في الحصول على الوظائف، التي تتناسب مع شهادتهم وكفاءتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم في الحصول على وظيفة. فقد وصل الامر لدى البعض الى الانتحار بعد فشله في توفير احتياجات 
أسرته.
 وفي ظل هذه المعاناة بات على الحكومة ألا تقف مكتوفة الايدي، بل يجب أن تعمل على خلق التوازن الاقتصادي وعدالة توزيع الثروات بين أفراد المجتمع وتوزيع الحقوق بين أصحابها، من دون أي مُحاباة وتسهيل الاستثمار وتشجيع المستثمرين، وهذا يؤدي الى زيادة فرص العمل وفتح المصانع، لتشغيل اكبر عدد من الأيدي العاملة، ويقع على عاتق وسائل الاعلام فضح أصحاب الفساد والتصدي لهم ليكونوا عبرة لغيرهم.