اوكوس واحتمالات التمحور والانقسام

آراء 2021/09/20
...

  سعد العبيدي 
 
كانت استراليا قد تعاقدت العام 2016 مع شركة حكومية فرنسية على بناء غواصات نووية متطورة لقاء مبلغ إجمالي يقدر بخمس وثلاثين مليارا وخمسمئة مليون دولار، وكان الرئيس الأميركي بايدن قد أعلن أخيراً حلفا بين أميركا وبريطانيا وأستراليا، نتج عنه الغاء كانبيرا عقد الغواصات وتحويله الى أميركا وبريطانيا في سابقة تجارية من النادر حصولها بين الحلفاء، لا سيما أن فرنسا تشترك مع أمريكا وبريطانيا في عضوية حلف شمال الأطلسي أعضاء فاعلين، وأعلن أي الرئيس الأميركي أيضاً أو برر، التوجه التحالفي الجديد والإجراءات المتخذة لبناء الغواصات على وفق التقنيات الأميركية البريطانية الحديثة، بتقوية الدفاعات وتطويرها في المحيطين الهادئ والهندي في مواجهة الصين بالدرجة 
الأساس.
إنها اجراءات أو تطورات في ساحة السياسة العالمية حسبتها فرنسا أزمة خطيرة وطعنة في الظهر، وحسبتها الصين مثيرة للقلق، موجهة ضدها على وجه 
التحديد.
حسابان من دولتين كبيرتين دائمتي العضوية ستنعكس آثارهما على بقية دول العالم ومناطقه خاصة في الشرق الأوسط، إذ ستتجه الصين الى التسابق في تطوير قدراتها البحرية من جهة في محاولة الى سد الثغرة، التي حصلت بحرياً في المحيطين المذكورين وإعادة التوازن جهد الامكان.
وستتجه من جهة أخرى الى مد النفوذ براً لتعويض الخسارة في ذاك الميزان (البحري)، إذا ما تم الأخذ في الاعتبار أن الساحة البرية الشرق أوسطية ملائمة في الوقت الحاضر من بوابتي أفغانستان، التي فشل فيها الأميركان ومن إيران التي تتعثر في محيطها المباحثات النووية، ومن بعدهما العراق وسوريا التي لم تهدأ ساحتيهما
بعد. 
كما ان فرنسا هي الأخرى لن تقف مكتوفة الأيدي بعد شعورها بخذلان الحلفاء وفقدان الصفقة لتزيد من تواجدها في الشرق الأوسط، التي تمتلك خبرات تواجد جيدة في محيطه، الأمر الذي قد يسحب دولا أخرى الى التكتل معها والصين لتعود سياسة المحاور والحروب الباردة الى العالم من جديد.