صوت الناخب العراقي

آراء 2021/09/25
...

 حسين علي الحمداني
 
تشكل الانتخابات في كل دولة من دول العالم فرصة كبيرة للشعوب للتعبير عن رأيها، بما يحقق لها أهدافها المنشودة من هذه الممارسة الديمقراطية التي تعكس وعي الشعوب في ممارسة حقها الدستوري، بما يعزز من فرص التغيير التي ينتظرها البعض في كل دورة انتخابية.
ولعلنا في العراق بأمس الحاجة لهذه الممارسة الكبيرة، خاصة في ظل تدني مستوى الخدمات في البلد ويقابله أيضا تفشي ظاهرة الفساد الإداري والمالي، وهذا ما جعل المواطن العراقي يتظاهر في أكثر من مناسبة من أجل 
حقوقه.
ولعل الانتخابات المبكرة هذه هي نتيجة مطالب الشعب العراقي، وبالتالي تصبح المشاركة الشعبية فيها ضرورة يتحتم علينا جميعا استثمارها من أجل نجاح الغاية من تظاهرات تشرين، والتي من أبرز أهدافها إجراء الانتخابات المبكرة وإتاحة الفرص للشعب العراقي، لانتخاب من يمثله بشكل حقيقي وهذا ما أدى إلى تشريع قانون انتخابات جديد يتلاءم بنسبة كبيرة جدا مع رغبات الشارع العراقي، بعد أن كرست الأحزاب في الدورات السابقة قوانين انتخابية تخدمها أكثر مما تخدم الناخب العراقي 
وطموحاته.
لذا نجد من الضروري جدا ألا تكون هنالك مقاطعة أو عزوف في المشاركة في هذه الممارسة الديمقراطية، لأن ذلك سيؤدي كما يعرف الجميع إلى تكريس الفساد وإبقاء الحالة على ما هي عليها وربما أكثر من
 ذلك.
من هنا نجد أن انتخابات العاشر من تشرين الأول المقبل مهمة جدا وقد تكون البداية الحقيقية للتغيير المنشود من جهة، ومن جهة ثانية أن نعرف جيمعا أن التغيير الذي نريده يمر عبر طريق واحد هو صناديق الاقتراع، التي ستكون لها الكلمة الأخيرة وهي كلمة الشعب التي ستحدد مستقبل البلد في السنوات المقبلة.
وعلينا أن نعرف أن إرادة الشعب تترجم بالورقة الانتخابية فقط وهي الطريق الدستوري المتاح للجميع من دون استثناء، خاصة أن المفوضية العليا للانتخابات نجحت في توفير كل ما يؤدي أن يكون المواطن حاضرا في مركزه الانتخابي ليدلي بصوته.
العاشر من تشرين الأول فرصة تأريخية علينا استثمارها بالشكل السليم والصحيح من أجل مستقبلنا ومستقبل 
أجيالنا.