الفعل و ردّة الفعل في قضية التطبيع مع اسرائيل

آراء 2021/09/28
...

   صلاح حسن الموسوي
 
 (يبعث الأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل!؟) بهذا التصريح علّق وزير خارجية اسرائيل يائير لابيد على المؤتمر الذي عقد في اربيل وحضرته شخصيات عشائرية ومدنية دعت فيه الى الصداقة والتطبيع مع اسرائيل. 
وما يثير الغرابة في تصريح الوزير الاسرائيلي ادعاء عدم التفكير بالتطبيع مع العراق، فالسعي للتطبيع العراقي مع الدولة العبرية اتخذ منحى تصاعديا منذ عام 2003، واخرها الضجة التي تسبب بها كشف وزارة الخارجية الاسرائيلية في شهر كانون الثاني عام 2019 من زيارة ثلاثة وفود عراقية لتل ابيب لغرض التطبيع، وايضا ما يثير الريبة في نوايا واغراض المجتمعين انعقاد هذا المؤتمر بعد يومين من حلول الذكرى السنوية الأولى لعقد اتفاقات التطبيع بين اسرائيل ودولة الامارات العربية المتحدة، وكان من المتحدثين في المؤتمر عبر الأقمار الصناعية مسؤول اماراتي، اضافة الى شخصيات أميركية واسرائيلية، ما يثير التساؤلات على طبيعة التخادم بعيد الأمد بين كثير من هذه الشخصيات المستقرة في اربيل منذ كارثة 2014 وبعدها، ودول خليجية باتت جزءا من الصراع الاقليمي المحتدم في العراق، والذي شدد السيدان رئيس الجمهورية العراقية ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اكثر من مناسبة الى ضرورة احترام سيادة العراق وتجنيبه لعبة صراع المحاور. 
اولها اسم المؤتمر (السلام والاسترداد)، فما معنى الاسترداد؟، وماهو الشيء المثير الذي سيتم استرداده بتطبيع العلاقة مع اسرائيل، وماعلاقة جمعية المناهضة للعنف ضد المرأة العراقية بالتطبيع، وقد تصدرت رئيسة هذه المنظمة عرافة ادارة المؤتمر التطبيعي، وما تفسير ردة الفعل القوية لحكومة اقليم كردستان، التي أعلنت عدم علمها بنوايا المنظّمين للمؤتمر وتوجهها لفتح تحقيق في الموضوع، ويبقى اللغز الكبير هو الجهة التي تبنت تنظيم المؤتمر، وهي مركز (اتصالات السلام)، التي يرأسها اليهودي الأميركي جوزيف برود ومقرها في واشنطن، فبرود لمن لايعرفه أكاديمي أميركي من اصول عراقية، مهتم بالشأن العراقي وزار العراق اكثر من مرة،  ألف كتاب (العراق الجديد)، وقد ارتبط اسمه بفضيحة سرقة الآثار العراقية، وهذا ما نشرته صحيفة نيو يورك تايمز الأميركية في عدد 5 أب عام 2008، حيث القت الشرطة الأميركية في مطار جون كنيدي في نيويورك، القبض على برود وهو يحمل آثارا عراقية، سرقت من المتحف الوطني العراقي وعمرها أربعة آلاف عام ولا تقدر بثمن، وقال خلال استجوابه إنه لم يقم بأي زيارة للعراق ولا يعرف عنها شيئا! وهو ما تبيّن كذبه، وسوف يقدم للمحاكمة يوم 25 تشرين الأول بحسب ماجاء في الصحيفة آنذاك.