إياد مهدي عباس
كما عودتنا المرجعية العليا الرشيدة المتمثلة بسماحة السيد علي الحسيني السيستاني {حفظه الله}، إن دور المرجعية هو دور الأب الحريص على مصلحة ابنائه والراعي لهم فهي اليوم كما بالأمس أكدت من خلال بياناتها ومواقفها المتكررة إنها على مسافة واحدة من جميع العراقيين، بمختلف مكوناتهم واطيافهم وانها لا تبخل على العراقيين في إبداء الرأي والنصيحة والتوجيه، من دون أن تمس خصوصيات الناس وعقائدهم السياسية والفكرية فاثبتت لنا انها دوماً صمام الأمان الحقيقي للوطن والشعب.
فكلما شعرت المرجعية بوجود انعطاف سياسي وأمني يمر به البلد ويشكل خطراً على مستقبله نراها حاضرة بقوة في المشهد العراقي، وكأنها الجندي المقاتل الذي نذر نفسه للدفاع عن بلده والذود عن حياضه من أي مخاطر وتحديات تهدد أمنه ووحدته، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على حرصها الكبير واهتمامها المتواصل ومتابعتها عن كثب للشأن العراقي.
فحينما رأت هذه المرة إن العملية الديمقراطية مهددة بسبب فساد الطبقة السياسية الموجودة حالياً وانعكاس أدائها السيئ والسلبي على الشارع العراقي، ونية الملايين من أبناء الشعب من عدم المشاركة والذهاب الى الانتخابات القادمة حسب ما صرحت به مفوضية الإنتخابات العراقية وبعض الجهات الأخرى المتابعة للشأن الإنتخابي، من ان قرابة مليوني شخص عراقي لم يقوموا باستلام بطاقاتهم الإنتخابية، ناهيك عن الإحباط واليأس الذي انتاب الناس وخوفهم من عدم إحداث تغير سياسي في الانتخابات المقبلة، كان جواب المرجعية على هذا الامر واضحاً وجلياً، حيث تضمن جوابها عدة امور، أهما إنها حثت المواطنين على ضرورة إحداث تغيير وازاحة الفاسدين من المشهد السياسي وعدم السماح لهم بالاستمرار، والعبث بمستقبل الوطن ومقدراته وذلك من خلال المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات المقبلة، وانتخاب من تتوفر فيه شروط الأفضلية والسيرة الحسنة والكفاءة المشهودة، لمنع اعادة استنساخ المنظومة السياسية الفاسدة مرة اخرى، وكذلك حذرت من خطورة عدم الذهاب الى الانتخابات، لأن ذلك يخدم مصالح الأحزاب والكتل السياسية الفاسدة، ويخدم استمرارية هيمنتها على القرار السياسي لفترة اطول.
كما حذرت المرجعية العليا من خطورة تأثير السلاح والمال السياسي في العملية الانتخابية، وحثت القائمين على الانتخابات من الابتعاد عن التزوير وعدم السماح للمغرضين من التلاعب في نتائجها. كما وضحت أن الانتخابات هي الطريق الأسلم والأمثل للقيام باجراء تغيرات إيجابية والعبور بالوطن الى بر الامان. وبذلك تكون المرجعية قد رسمت خارطة طريق للانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة.