الرهان.. وعي الناخب

آراء 2021/10/05
...

  عصام كاظم جري
لا يخفى على أحد أهمية صوت الناخب في عملية الاقتراع الانتخابي، هذا الصوت المهم يمثّل كل شيء، يمثّل الشراكة المستقبلية، يمثّل القرار القادم. نعم يمثّل كل القرار ولا أقول يناصف القرار، وليس لأحد سلطة في تغيير قناعات الناخب، هذا الصوت يمثّل المعادلة: صوتك أيها الناخب زائد مرشح مناسب ستكون النتائج:
مستقبل مناسب للجميع، والمعادلة الأخرى: صوتك أيها الناخب زائد مرشح غير مناسب ستكون النتائج: مستقبل غير مناسب للجميع من دون استثناء، وسيكون: ( كالحريق يأكل الاخضر واليابس). 
صوت الناخب يجب ألاّ يكون معولا بيد الفاسدين وآلة قياسية لخراب حياتنا بمجمل أنساقها بما فيها النسق السياسي والاجتماعي والامني والثقافي، ولضياع فرص الشباب بناة الحاضر وزهو الغد، الشباب صنّاع الجمال وأصحاب الطاقات المتجددة والمتطوّرة، إذا على الناخب أن يدرك أهمية صوته، أيها الناخب: اهتّم بصوتك على أتم وجه، هو صوت الخلاص من الظلم، والتهميش، والاستثراء السريع على حساب الجميع، صوت الناخب هو اليد الحديدية التي تضرب الفساد والمفسدين في كل الميادين. أيها الناخب أعطِ صوتك لمن يستحق، اعطِ صوتك لمن ينتزع الحقوق انتزاعا مطلقا للناس كافة، اعطِ صوتك لمن لا يجامل على حساب كرامتك ومستقبلك ومستقبل ابنائك وجيرتك وغيرهم من جهة ولا على مصير الأرض والوطن من جهة أخرى، اعطِ صوتك لمن تتوسم به خيرا صوتك هو البناء، هو المستقبل الموعود، اعط صوتك لمن هو أهل به، أهل للثقة وحامي الامانة وحافظها من رياح الغدر، ومن حقك جدا كناخب أن تعطي صوتك وتفتخر بنفسك، تفتخر بأنك أحد مؤسسي المستقبل القادم والزاهر، هذا الصوت عند بعض المرشحين هو غنيمة جاهزة ولقمة سهلة ووليمة دسمة ليفوز بملذاته. 
الجميع يتفق على تسمية ووصف صوت الناخب بانه بيضة القبان، وهو صوت التغيير الآن، التغيير المنشود والمطلوب والمنتظر، انه صوت العقد الدوّري بينك وبين الوطن المضيء، اما ظاهرة استجداء الاصوات فقد فات أوانها، واستغلال الناس انتخابيا صار من الماضي، وممارسة الضغوط باتت لا تجدي نفعا، وقد وجَّه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي عبر الفضائيات مساء يوم الجمعة 24 / ايلول / 2021 رسالة إلى العراقيين بشأن الانتخابات النيابية المقبلة. وقد قال في تغريدته على منصات {تويتر} (إنه لم يتبق أمام شعبنا سوى ايام قليلة ليرسم بنفسه مستقبله بمشاركة واسعة في الانتخابات والاختيار الصحيح، واضاف لا تثقوا بمتسلق يطلق وعودا وهمية بتعيينات وقطع اراض ويشتري الاصوات ولا تستمعوا إلى من يهدد ويتوعد ويخلط الاوراق، ابعدوهم باصواتكم في انتخابات حرة ونزيهة خاتما بالقول: (معا لمستقبل يليق بشعبنا). 
حيث ذهب بعض المرشحين يسلك طرقا عدة وملتوية وغير شرعية، طرق غير مستقيمة، غير سليمة في إبرام وعود لا يمكن تحقيقها، وذهب بعضهم إلى استغلال الناخبين لتحقيق غايات انتخابية وسرقة اصواتهم، وراح بعضهم يوهم الناخبين 
(بماستر كارد). 
متفقا مع صاحب صيرفة، كي يدفع للناخب راتب رعاية اجتماعية من دون ان يكون لديه ملف في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية!. اذن استغلال حاجة الناخب سرقة مبيته في وضح النهار لصوت ومستقبل الناخب وهذا يعني سرقة الجميع دون استثناء، وبعد ان تنتهي الانتخابات لن يجد الناخب رصيدا له في هذا (الماستر كارد)! وذهب بعض المرشحين إلى توزيع سندات أراض وهمية، أو التصريح بالتعيين الزائف والكاذب، وما شابه ذلك. لقد صارت تلك الوعود الكاذبة لازمة لاغلب المرشحين الذين يسعون بكل الوسائل للتسلق الى مجلس النواب ليشرعوا مصالحهم ومنافعهم، صارت غاياتهم واضحة وجلية للجميع بانهم يؤسسون لمصالحهم ومنافعهم الخاصة. 
بالرغم من هذه الاحباطات المتعددة والمتنوعة وغيرها التي تزامن العمل الانتخابي، إلا أن الشباب الواعي يقف مع الانتخابات بكل وعي وكل تأسيس للحث على المشاركة، وبالحث على المشاركة الواسعة واختيار الاصلح والأفضل، اختيار من يمثّل صوت الناس المتعبة هو غاياتنا، اختيار من يمثّل هموم الناس ومتطلباتهم وتطلعاتهم وإيجاد حلول لمشكلاتهم هو هدفنا، المشاركة في الانتخابات واجب أخلاقي أوّلا وأخيرا، نعم واجب أخلاقي إنساني قبل كل شيء، لنحرص على الامانة، على إنسانيتنا وعلى أخلاقنا، ولتكن اصواتنا في الطريق الصحيح، الطريق الذي يحقق الرفاهية طريق الإنسانية، طريق إنتاج المؤسسات العلمية والتعليمية والتربوية والصحية والزراعية والصناعية والمؤسسة العسكرية والأمنية، طريق التأسيس، وليكن صوت الناخب العلامة الفارقة! في وضع البلد على السكة المضيئة المتوهجة. 
نعم للانتخابات، نعم لاختيار الافضل، نعم لمن يحمل هموم الناس، لا سيما بعد ان تغير منهج الانتخابات وأصبح دوائر وقانونا انتخابيا جديدا يتميز كثيرا عن غيره من القوانين القديمة، قانون جديد يراعي حرمة واحترام صوت الناخب، قانون مقبول إلى حد ما، وهو الأفضل ما يمكن ان نحصل عليه في ظل هذه الظروف الراهنة، ولا ننسى أن ثمة فرقا واسعا بين هذا القانون وبين القانون القديم، لذا هذه المرة الانتخابات ليست مجرد روتين حسب رأي البعض ولن تعلن النتائج في غرف مظلمة، ولن يعلن الفائز مع سبق الإصرار والترصد، انتهى ذاك العهد وصار من الماضي، العراق اليوم يراهن على صوت الناخب الحاذق والجريء، هذا الناخب الذي ظل ينشر بعض النوادر للعراقيبن ابناء الوطن منها: (من باع صوته باع ضميره) وقالوا في نادرة اخرى: (بيعُ الصوت كبيع الشرف) بهذا الاصرار على محاربة الفساد والمفسدين ثمة أمل يلوّح بالافق، ومن هنا لا بد للناخب ان يستشعر حالة الامل، ويمارس حقه المشروع في انتخاب الشخص الذي يمثّله تحت قبة البرلمان صوت الشعب الصادح.