مبادرات التأهيل.. وضرورة دعمها

آراء 2021/10/05
...

  سرور العلي
لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي تلعبه المبادرات التي تشن من حين لآخر في بعض الدول، ومنها لزراعة الأشجار لمواجهة التصحر، والتغير المناخي، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتقليل انبعاث الغازات، وتوسيع الرقعة الخضراء، وتعزيز الاستدامة البيئية والموارد المائية، وتحسين جودة الهواء والتنوع النباتي، وخفض درجة الحرارة، والحد من التلوث والاحتباس الحراري، 
وتأخذ وزارة البيئة على عاتقها إداء هذه المهمة، وتحقيق نتائجها الإيجابية، بتشجير الشوارع والطرق، بمشاركة الفرق التطوعية، وطلاب المدارس وأفراد المجتمع الراغبين بالتعاون، وجميع القطاعات الأخرى.
كما لا يمكن أغفال دور الحملات التي يقودها المتطوعون الشباب، لتزيين الشوارع وتأهيل المهملة منها، وكذلك إطلاقهم فعاليات فنية وثقافية، كشفت عن مواهب كثيرة في الرسم على الجدران، وتقديم أمسيات موسيقية، وتنظيف الشوارع، وصبغ الأرصفة، وتجميل الجسور، وعادة ما تكون الرسومات معبرة، وذات هدف ومغزى سام يطمح له منفذوه، وهو ما يعرف بـ{الجرافيتي}، ذلك الفن العريق الذي يخلد قضايا كثيرة ومهمة، تعبر عن تطلعات الشعوب وآمالها ومصيرها، وكشرارة احتجاج، أو إيصال رسائل اجتماعية وسياسية.
 ومن حين لآخر نشاهد حملات بسيطة تهدف إلى الغرض المذكور، وتكاد تكون شحيحة مقارنة بما موجودة في معظم الدول، لا سيما في بلدان الخليج العربي، وتبقى بحاجة إلى الدعم والإسناد، إضافة إلى أن في بعض الدول يقوم سكانها على زراعة اسطح منازلهم، للحصول على الاكتفاء الذاتي والزينة، والتمتع بهواء نقي، وازدادت تلك الظاهرة بخاصة مع اجتياح وباء كورونا، إذ استغل البعض أوقات فراغهم بالزراعة حتى وصف بعض المختصين الظاهرة بالثورة الزراعية، وكمنفذ لهم من ملل الحجر الصحي، وتحقيق الأمن الغذائي، إذ إن معظم هذه المزروعات تدخل في إعداد الطعام اليومي أو بيعها.
لذلك من الضروري أن يتم وضع خطة، 
لتنفيذ تلك المبادرات، وجعلها سنوية لتجميل البلاد، وتحقيق تنمية مستدامة، بمشاركة جميع شرائح المجتمع، ولكن يبقى الدور الأكبر للجهات المختصة، لخلق بيئة 
صحية وخالية من التلوث، ومخلفات الحرب، بزراعة الأشجار المعمرة ودائمة الخضرة، 
وتتحمل مختلف الظروف، كذلك تشجيع الحملات التطوعية، ودعمها مادياً ومعنوياً، لتواصل
 عملها المثمر.