لمن ننتخب؟

آراء 2021/10/05
...

  حسين الذكر
 
ونحن ننتظر بفارغ الصبر ما ستؤول اليه نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، على أمل أن يتمخض مولود جديد مختلف عما ألفناه خلال سنوات خلت، ليس من اجل إرضاء طرف سياسي على اخر او تنفيذ رغبة ذراع دولي او إقليمي على حساب ندٍ آخر له. فالعراقيون تعبوا كثيرا منذ عام 1979 حتى اليوم، وقد عبروا الكثير من المحن وتحملوا الأكثر من الشدائد ونالهم عسر الخسائر والتضحيات المادية والروحية، حتى اصابتهم بمقتل بأكثر من منازلة ونزلة حد الاحساس بمواجع الضمير الوطني فيها، لدرجة تتطلب من كل مواطن أن يكون ناخبا إيجابيا بمعنى الحضور والاختيار.
وقد زادت وتيرت أسئلة المواطنين مع اقتراب موعد الانتخابات، اذ من حق المواطنين معرفة من سينتخبونه وهذا حق متاح للجميع، لا سيما وانه يمثل قرارا قد يسهم بتغير الكثير من القواعد التي تمس امن وسلامة الوطن والمواطن، ما يجعل المشاركة تبلغ درجة القدسية كما ذهبت الى ذلك الكثير من المرجعيات، وما يتطلبه ذلك من حس ووعي عالٍ وثقافة متسعة ليس فقط باسم المرشح وحزبه وكتلته وقوميته ومذهبه ودينه. بل ينبغي التمحيص والتدقيق والبحث عن البرنامج والسيرة الذاتية للمرشحين وحقيقة مواقفهم وتاريخهم وواقعهم وما يمكن أن يقدموه للناس خلال السنوات الأربع المقبلة.
صحيح إن الانتماءات المذهبية والقومية قائمة ولها رسوخ في ذهن المتلقي. الا أن متغيرات كثيرة جرت على أرض الواقع ما يسهم باثراء خلفية الناخب وزيادة معرفته وقدرته الانتمائية. بمعزل عن دين ومذهب وقومية وحزبية المرشح، ذاك ما يجعل من الأيام القليلة المتبقة ضرورية لقراءة المشهد ومراجعته اكثر من مرة لدرجة يحس بها الناخب، بوجدان الشعب قبل إعطاء صوته. فالمسألة لم تعد تتحمل اللامبالات او البيع والشراء او مجرد الإحساس بالمزاج او الاحتفال بالمشاركة الجمعية كل بطريقته. فالبصمة مسؤولية كبرى، واذا ما تم اختيار الأفضل من القوائم المتنافسة خارج اطار الانتماءات المتقوقعة. يمكن لنا ان نشهد مولودا وظروفا تتيح قدرا اكبر من الخدمات والأمان والسلم الأهلي. وهذا اهم ما يهم المواطن من غيره، فهل نحن جاهزون لأداء تلك الأمانة والاتيان بالافضل منها. سؤال يتعلق بالوعي النخبوي قبل الشعبي منه.