الانتخابات بين حماس الوطنيين والسلوكيات المنحرفة للبعض

آراء 2021/10/09
...

 ماهر عبد جودة
 
للانتخابات طعم الكرامة والحرية والانعتاق وعطاء الشعوب واحساسها الدائم بسيادتها، وهي التي يجب أن تصنع قدرها بعد أن تتحلى بالوعي والإرادة الوطنية الحقة وتغتني من التجارب السابقة وتحطم كل قيود الأفكار والممارسات التي كانت تكبلها وتلغي دورها في المرات السابقة. 
وللانتخابات طقوسها وشعائرها وأسسها الدستورية والقانونية وهي أهم ركائز الديمقراطية ان لم نحتكم لتلك الضوابط ونحترم حدودها، بعيدا عن التجاوز والطغيان نكون قد ساهمنا في إفشال سيادة الشعب وارقى الممارسات وانقاها وضربنا مستقبل بلدنا والأجيال الحالية، والتي تأتي بخنجر مسموم وقاتل وصرنا في أضعف حال وأوهن صورة، ويكون اختراقنا والعبث بمقدراتنا ونهب خيراتنا سهلا ويسيرا للغاية. 
الشعوب التي اغتنمت الديمقراطية وفرصة خوض انتخابات نزيهة، بعد أن استعدت لها بالمعرفة والافق المفتوح والتطلع الخالص للمستقبل، هي الآن ترفل بالرفاه والتقدم وتنجز ما يوفر لها المزيد من الحريات وتكافؤ الفرص والثبات والمنعة.
كرنفال انتخاباتنا البرلمانية العامة وعرس عراقنا الوطني سينطلق بعد أيام قليلة، وهذه المرة بدوائر صغيرة وببطاقة بايومترية، غير قابلة للتزوير وبمراقبة الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ومنظمات المجتمع المدني ومباركة المرجعية الرشيدة ودعوتها الوطنية المخلصة في بيانها الأخير، وتاكيدها على سعة المشاركة والإقبال على صناديق الاقتراع واختيار الأصلح لتغيير الفاسدين وطي صفحتهم السوداء. 
فهل جماهيرنا ونخبنا وطبقتنا السياسية على استعداد لضبط إيقاع تلك التظاهرة الحضارية؟
بما يكفل نجاحها وتحقيق ولو جزء من الأهداف المبتغاة منها. 
شاهدنا وللأسف حملات تسقيط وتجاوز وشتم وتمزيق اللافتات والدعايات وصور المرشحين، واحيانا مهاجمة بعض المؤتمرات والندوات الانتخابية وهي اساليب مرفوضة جملة وتفصيلا ونعتقد هي بدفع من بعص الأحزاب الفاسدة، التي ترى أنها إن لم تنشر الفوضى وتقوض ركائز الاستقرار فإنها لن تحقق شيئا وغايتهم البقاء فترة اطول على سدة السلطة والنفوذ. 
قد ينسى البعض أن الوسائل النزيهة في الوصول وتحقيق الغايات هي الوحيدة من تحقق النجاح وهي الابقى والارسخ وان الزائفة والملتوية والقائمة على مراوغة الجماهير والكذب عليها، لن يكتب لها الخلود والتأثير ولن تحدث أي نقلة حتى ولو صغيرة في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية. 
الجماهير لا ترحم وهي إن استغفلت مرة فلن تستغفل في المرات الأخرى وستحكم على كل وقف ضد طموحاتها بالخيانة واللا وطنية، وستكون صفحته سوداء وسيظل مذموما منبوذا وصاحب تأريخ سيئ وملطخ بقذارات لا يمكن محوها تلاحقه حتى بعد الممات. 
فلنعزز ثقة جماهيرنا بعمليتنا الانتخابية وان نسمح لكل كفوء مخلص التأهل والتمكين لخدمة الجماهير وتحقيق طموحها. 
وماعلى الجميع إلا المنافسة الشريفة واحترام النتائج والقبول بها. 
كما إن الجميع مطالب بكشف المتلاعبين والاخبار عن كل محاولات التزوير واستخدام الوسائل العنفية وغير المشروعة لحرف إرادة الناخب وتغير قناعته، فان تلك السلوكيات إن تمت فإن كوارث محتملة سنشهدها أسوأ من الذي مر وقد نشهد انفجارا وغضبا شعبيا آخر شبيها بغضب تشرين، قد لا يمكن السيطرة عليه ونصبح جميعا في حال صعب ومرحلة حرجة وقد نبدد بالعراق ونسهم في افشاله كدولة ونضحي باستقلاله وتمزيق وحدته لا سمح الله.