بغداد: شيماء رشيد ... تصوير خضير العتابي
ظهرت في الآونة الأخيرة استطلاعات للرأي بشأن الانتخابات أصدرتها مراكز مختلفة رأى فيها محللون سياسيون أنها غير واقعية ولا تمثل رأي الشارع وإنما مجرد تكهنات وقد تكون دعاية استباقية لبعض الأحزاب، كون أغلب هذه المراكز عبارة عن “دكاكين” للأحزاب، بينما بينوا أن الدعاية الانتخابية هذه المرة تغيرت كثيراً عن سابقاتها بسبب قانون الانتخابات الجديد الذي اعتمد الدوائر الصغيرة.
ظهرت في الآونة الأخيرة استطلاعات للرأي بشأن الانتخابات أصدرتها مراكز مختلفة رأى فيها محللون سياسيون أنها غير واقعية ولا تمثل رأي الشارع وإنما مجرد تكهنات وقد تكون دعاية استباقية لبعض الأحزاب، كون أغلب هذه المراكز عبارة عن "دكاكين" للأحزاب، بينما بينوا أنَّ الدعاية الانتخابية هذه المرة تغيرت كثيراً عن سابقاتها بسبب قانون الانتخابات الجديد الذي اعتمد الدوائر الصغيرة.
وبين المحلل السياسي حيدر الموسوي في حديث لـ"الصباح" أنَّ "هذه الاستطلاعات ليست عينات وإنما أغلبها عبثية لا قيمة لها، خاصة أنَّ مفهوم الاستطلاع في الدول المتقدمة يكون أكبر وأوسع وأوفر وذا دراسة لوقت طويل"، مشيراً الى أنَّ "هذه الاستطلاعات مجرد تكهنات والبعض يدخل ضمن عملية التوظيف السياسي لإرهاب الخصوم في ما يخص عملية الاعلام المسبقة عن عدد المقاعد التي تحصل عليها تلك الكتلة عن الكتلة الأخرى".
وأضاف، أنه "بطبيعة الحال فإنَّ القانون الانتخابي هذه المرة مختلف والعملية الانتخابية مختلفة وأنها تجري وسط ظروف معقدة بسسب عدد المشكلات ووجودد كيانات ناشئة وأحزاب جديدة وهناك جمهور حزبي وغيره من الجماهير، وبما أنَّ المفوضية هذه المرة أحكمت قبضتها في ما يخص السيطرة على أقل التقدير على المراكز الانتخابية من خلال استخدام التقنيات الحديثة الالكترونية التي تمنع التزوير والتلاعب، لذلك نعتقد أنَّ هذه التصورات والاستطلاعات غير دقيقة وغير صحيحة وقد تكون هناك مفاجآت قادمة".
وتابع: "بشكل عام، نتائج الانتخابات تعمتد على حجم المشاركة، فهل هي مشاركة فاعلة وما إذا كانت الأغلبية الصامتة ستشارك هذه المرة أم أنَّ النتائج ستتغير وتقتصر المشاركة على 25 % فقط وهو الجمهور الحزبي ذاته، عندئذ تكون الأرقام قريبة نوعاً ما من بعض التصورات، ولكن نعتقد أنه لن تحصل أي كتلة على أي رقم يتجاوز الخمسين مقعداً وهذا الموضوع ليس فيه نقاش، وعملية الحديث عن 100 مقعد أو 90 هذه تعدُّ دعاية مبكرة ولا يوجد هناك رقم واحد بين الأحزاب أو من يأخذ رئاسة الحكومة".
وأكد، أنَّ "العرف السياسي في العراق مستمر والعملية السياسية ما زالت تخضع الى التوافقات والمحاصصة، لذلك لن يحدث هناك تغير كبير في المشهد، ولكن سيكون هناك تغير طفيف على مستوى دخول مرشحين جدد وأحزاب ناشئة في الدورة القادمة للبرلمان"، موضحاً أنَّ "ما يحدث اليوم هو عبارة عن استعراض إعلامي من قبل القوى السياسية ينتهي بمجرد دخول الانتخابات وإعلان النتائج".
وفي ما يخص الحملات الانتخابية للمرشحين هذه المرة، أوضح الموسوي أن "الحملات هذه المرة تختلف عن سابقاتها إذ لا يوجد هناك إعلان تلفوني كبير لأن القانون الانتخابي الجديد يختلف عن سابقه حيث اعتمد الدوائر الصغيرة وبالتالي لم يعتمد المرشحون على التلفزيون وذهب أغلبهم الى الجولات الميدانية أو لقاء الناخبين في مناطقهم ودخول العشائر واستخدام اللافتات والملصقات من الدعاية التقليدية، ولكن محاولة اقناع بعض الجماهير بمحاولات هزيلة كتبليط الشوارع فهذه مخالفات بالحملات الانتخابية".
الى ذلك، أوضح المحلل السياسي إياد العنبر في حديث لـ"الصباح"، أنَّ "الاستطلاعات التي قامت بها بعض مراكز البحوث لا تمثل عينة مختارة أو وسائل التعبير عن الرأي العام ولا يتم قياسها بطريقة الاستبيانات لكنها قد تحدد مؤشراً محدداً، كما أنَّ الكثير من مراكز البحوث أو ما تسمى هكذا هي في الحقيقة دكاكين للأحزاب أو واجهات للأحزاب وليس بالضرورة أن تعدَّ عينة حقيقية للرأي العام".
وقال العنبر: إنَّ "قياسات الرأي العام في أكثر الدول تقدماً لم تعط نتيجة واضحة ودقيقة كما حدث في الانتخابات الاميركية خلال فوز ترامب، بمعنى أنَّ الموضوع لا يمكن قياسه بطريقة علمية لكن يمكن عده مؤشرات معينة أما عّده تعبيراً عن نتائج تحصيل علمي صحيحة، فهذا يعدُّ تسويقاً أو من باب الدعاية السياسية للكثير من القوى السياسية".
وبشأن أسلوب الدعاية الانتخابية هذه المرة، بين العنبر أنه "ولأول مرة تحدث الانتخابات في دوائر متعددة، لذلك الدعاية لم تكن على مستوى مشابه للدعايات السابقة، هذا من جانب ومن جانب آخر لم تعمل القوى السياسية أن تكون دعايتها فيها مبالغة الا من قبل بعض الشخصيات حيث اعتمدت على التحشيد والتواصل بأكثر من طريقة أكثر من الدعايات السابقة".
وتابع: إن "تقسيم الانتخابات لدوائر متعددة أثر في مستوى الدعاية، لذلك نراها تختلف كثيراً عن سابقتها في الاسلوب والأدوات".
أما الإعلامي حيدر الشيخ فأشار في حديثه لـ"الصباح"، إلى أن "استطلاعات الرأي التي أظهرت نتائج مبكرة للانتخابات غير دقيقة وغير واقعية وبعيدة عن الشارع وتطلعاته للتغيير، لا سيما مع دخول أحزاب جديدة وشخصيات مستقلة قد نراها في البرلمان المقبل في مواقع متميزة".
وأضاف، أن "استطلاعات الرأي حتى في الدول الكبرى والتي تجري فيها الانتخابات بصورة ديمقراطية لن تكون استطلاعاتها دقيقية، فضلاً عن أن أغلب المراكز التي أظهرت هكذا نتائج غفلت عن العديد من الشخصيات والاحزاب الجديدة المدعومة من قبل الشارع الذي يتطلع الى التغيير".
وبين أن "هذه الاستطلاعات قد تكون لقياس نبض الشارع حول الاحزاب المشاركة أو من قبيل الدعاية الانتخابية كنوع من الترهيب والترغيب في الوقت عينه"، مبيناً أن "الانتخابات المقبلة قد تكون محملة بالعديد من المفاجآت".
وعن أسلوب الدعاية للناخبين، بين الشيخ أنَّ "الاسلوب اختلف عن سابقيه بسبب تغيير القانون الانتخابي الذي اعتمد الدوائر المتعددة، لذلك اتجه اغلب المرشحين للشارع ولرؤية المواطنين كنوع من الاعلان الانتخابي".