الشباب يسعون لحجز مقاعدهم البرلمانيَّة

العراق 2021/10/10
...

  فجر محمد ... تصوير خضير العتابي
من يتجول في شوارع العاصمة اليوم سيتمكن وبكل سهولة، من تمييز الحضور القوي واللافت للنظر للشباب في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، إذ لا يكاد يخلو شارع أو عمود من لافتة تحمل اسم مرشح شاب وصورته، ولا يقتصر الأمر على انتشار تلك اللافتات في الشوارع العامة بل داخل الأحياء السكنيَّة، ولم تخل مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخرى من حضورهم الكبير، إذ ظهرت المرأة الشابة وخصصت موقعها من أجل التواصل مع سائر أفراد المجتمع، وسماع شكواهم ورؤاهم المختلفة.
تجربة وليدة
لا ينكرالحاج قيس عماد أهمية وجود شباب ودماء جديدة في المواقع القيادية، وهو يشجع على وجودهم، ولكنه يخشى من موضوع قلة الخبرة التنظيميَّة وإمكانية إدارة شؤون البلاد، لذلك يرى الحاج قيس أنَّ على كل مرشح شاب أنْ يستفيد من خبرة من سبقه ولا يقع في ذات الأخطاء، وأنْ يقدم هؤلاء المرشحون الجدد برامج حقيقيَّة وقابلة للتنفيذ.
 
أفكار متجددة
لكل جيل أفكاره ومقترحاته ووجهات نظره التي قد تختلف مع الجيل الآخر، ومن وجهة نظر الشابة علياء مجيد فإنَّ وجود الشباب ووصولهم الى مواقع مهمة في الهيئات التشريعيَّة والتنفيذيَّة من شأنه أنْ يضيف التجدد والتطورعلى تلك الهيئات المهمة، وتؤيد مجيد انخراط الشباب في دورات وورش عمل تأهيليَّة لتحضيرهم وتدريبهم لتبوؤ المناصب المهمة في الدولة، وتبحث علياء حسب قولها في وجوه المرشحين عمن سيمثلها بشكل حقيقي، فهي كما تقول سئمت من الوعود التي تطلق في كل دورة انتخابية، لذلك فهي تعقد الأمل على الشباب المرشحين في إحداث نقلة وتغييرٍ ملحوظٍ في مجريات الأحداث السياسيَّة والاقتصاديَّة.
 
حضور المرأة
مستشارة رئيس الجمهوريَّة لشؤون المرأة خانم رحيم لطيف تجد أنَّ المرأة الشابة اليوم قد تغيرت نظرتها للأمور والقضايا المتنوعة، وتطورت كثيراً مع تطور الزمن والمفاهيم المتنوعة في مختلف المجالات، فالمرأة اليوم لا تجد ذاتها ربة منزل فحسب، بل تجدها أيضاً عنصراً مهماً قادراً على العطاء، إذ تؤكد لطيف أنَّ المرأة العراقيَّة قد كسرت الصورة النمطيَّة المرتبطة بأوقات سابقة، فهي اليوم شريكة الرجل في ميادين العمل والمحافل المختلفة، إذ منحها الدستور حق مزاولة جميع المهن بدءاً من الصحة والتعليم وصولاً الى الخوض في غمار التجارة والمال والاقتصاد، بل نجحت في عالم السياسة بشكلٍ واضح، والمرأة الشابة اليوم قادرة على اتخاذ القرارات المهمة بل أصبحت من صناع تلك القرارات الناجحة.
 
حقوق مغيبة
ناقشت ورقة أعدها الكاتب والمتخصص في شؤون الانتخابات سعد الراوي ونشرت على مواقع الانترنت، الدور المهم الذي يجب أنْ يقوم به الشباب في الانتخابات وقد نشرت هذه الدراسة العام المنصرم ولكنها حملت رؤى متنوعة ومنها أنَّ الشاب إذا ما تحلى بالثقافة والوعي، فسيكون قادراً على توعية مجتمعٍ بأكمله، وسيكون له الدور الأكبر في إحداث نقلة نوعيَّة في الأحداث والمتغيرات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وناقشت هذه الدراسة الأهمية الكبيرة التي تترتب على مشاركة الشباب في العملية الانتخابيَّة، لا سيما أنهم يتمتعون برؤية ومعتقدات سياسيَّة تختلف عن أسلافهم، وخلصت هذه الورقة البحثية الى حقيقة مهمة وهي أنَّ النسبة الأكبر في المجتمعات هي للشباب ولكنهم مغيبون، وذلك وفق تقارير صدرت عن الأمم المتحدة، إذ أشارت الى أنَّ الفئة العمرية بين 15و25 تشكل أكثر من 50 بالمئة من البلدان النامية، ولكن غير مسموح لهم باتخاذ القرار أو على أقل تقدير المشاركة فيه.
 
تركيز واضح
أنْ يكون للشباب فرصة أكبر في أخذ مواقع قياديَّة مهمة في مفاصل الدولة المختلفة ليس بالأمر المحلي فقط، فقد بينت الدراسات والتقارير أنَّ هناك توجهاً عربياً وعالمياً لإشراك الشباب في ميادين الحياة السياسيَّة، فعلى سبيل المثال العديد من دول الجوار ومنها الأردن حثت على مشاركة الشباب في معترك السياسة، فضلاً عن المغرب ودول أخرى، بل من اللافت للنظر أنَّ الكثير من الدول الأوروبيَّة يقودها اليوم شباب يسعون الى إحداث تغييرات في بلدانهم.
 
احتفاء دولي
ويبين الباحث سعد الراوي في دراسته أنَّ إقرار الأمم المتحدة باليوم الدولي للشباب نابعٌ من تقديرها لهذه الشريحة المهمة، ولذلك فهي تحث الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية وباستمرار على دعم الأنشطة والفعاليات التي تحتفي بهذا اليوم، ويفسر الراوي غياب شريحة الشباب عن الاشتراك في الانتخابات بشكلٍ كبيرٍ الى غياب البرامج الانتخابيَّة والحزبيَّة الواضحة والمحددة المفاهيم، فضلاً عن وجود الأمية والفقر بين صفوف الشباب، علاوة على غياب فرص العمل المناسبة... كل تلك الأمور أبعدت الشاب عن مواقع صنع القرار السياسي في بلده.
 
ضعف التنشئة
كما سلطت الورقة المطروحة من قبل المتخصص في الانتخابات سعد الراوي الضوء على موضوع مهم وهو ضعف الوعي السياسي والتنشئة المجتمعيَّة من قبل الآباء في إبعاد أبنائهم عن السياسة خوفاً عليهم، هو أيضاً أحد العوامل التي أدت الى عزوف الشباب عن المشاركة السياسيَّة، كما أنَّ فرصة التدرب على هذا المعترك الجديد على الشاب تكاد تكون معدومة نظراً لغياب المنظمات والاتحادات الطلابيَّة داخل المرافق الدراسيَّة، وتنبع أهمية مشاركة الشباب في صنع القرار لكونهم داعماً مهماً للقضايا المصيريَّة المتعلقة بالمرأة والأطفال، فضلاً عن أقرانهم أنفسهم، فضلاً عن أنَّ وجود الشباب في المواقع القياديَّة سيدعم المشاريع الخدميَّة خصوصاً تلك المتعلقة بإعادة البنى التحتيَّة المهمَّة والحيويَّة في المجتمع.