ماذا بعد الانتخابات؟

آراء 2021/10/11
...

 محمد صادق جراد 
الانتخابات البرلمانية العراقية كانت بمثابة خطوة الى الأمام، حيث اجريت الانتخابات في موعدها المحدد وقام العراقيون بتوجيّه رسالة واضحة للعالم بان الشعب العراقي، يريد أن يرسم مستقبله بيده عبر صناديق الاقتراع وعبر آليات الديمقراطية لأنه شعب حي وصاحب حضارات ومحب للحياة.
إن العراقيين الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع اثبتوا للعالم أنهم متمسكون ببناء بلدهم وإنجاح تجربتهم الديمقراطية، بعيدا عن رغم التحديات والمخططات التي تريد احراق العراق وإفشال تجربته الديمقراطية، ولهذا كانت الانتخابات خيار الشعب وطريقته في التغيير عبر التداول السلمي للسلطة، بعيدا عن الاليات السابقة التي كان يعيشها العراق في انتقال السلطة بطرق غير شرعية. ولا نبالغ اذا ماقلنا بان التجربة الديمقراطية العراقية قد اصبحت مثالا رائعا لانتصار ارادة الشعوب ورغبتها في التغيير السلمي ورفض اجندات الموت والعنف والتدمير. فالعالم كله اصبح يتابع النجاحات الكبيرة التي يحققها العراقيون في مجال الديمقراطية ولقد شهدت الكثير من الدول والمنظمات الدولية بنجاح التجربة الديمقراطية وتقدمها الى الامام، فهي خطوة باتجاه عملية ديمقراطية للوصول الى برلمان جديد وتشكيل حكومة جديدة .
الناخب العراقي المؤمن بالديمقراطية ادى دوره وواجبه تجاه وطنه، من خلال توجهه الى الانتخابات وبقي على السياسيين الفائزين في الانتخابات ان يلعبوا دورهم في تحقيق ارادة الناخبين وتحقيق طموحاتهم في تأسيس برلمان جديد، يكون بمستوى المسؤولية ويسهم في تشريع القوانين المتعلقة بحياة المواطن العراقي. والاهم من ذلك تشكيل حكومة قوية يمكن ان تنجح في تحقيق تطلعات الشعب العراقي، من خلال تحقيق اغلبية سياسية وطنية لكي نتجاوز الازمات والصراعات التي رافقت حكومة الشراكة في المرحلة السابقة. فنحن بحاجة الى درجة كبيرة من الوعي والنضج الديمقراطي الذي يجعل البعض من القوى السياسية تعترف بحجمها الطبيعي وتقبل بالنتائج، من دون التشكيك بنزاهة الانتخابات وتتوقف عن المطالبة بالمناصب والمكاسب الحزبية والفئوية على حساب مصالح العراق العليا .
نتمنى على التحالفات القادمة التي ستلي مرحلة اعلان النتائج، أن تعمل باتجاه البحث عن مصالح العراق وليس باتجاه مصالح الاحزاب والشخصيات والمكونات، لأننا بذلك لن نجني ثمار الديمقراطية وسندور في حلقة مفرغة.